كلنا يعرف نظام (ساهر) الذي ارتبط اسمه والصورة الذهنية له بالمخالفات المرورية والكاميرات المنتشرة في أغلب طرقاتنا. وما أجمل أن نقرأ في بعض الإحصائيات انخفاض نسبة الحوادث والوفيات والإصابات الناتجة عنها في الفترة الأخيرة، وذلك مؤشر رائع يفرح به الجميع. ولكن لماذا يقتصر نظامنا المروري على مبدأ العقاب فقط؟ لماذا لا يوجد نظامٌ آخر لتعزيز السلوك الإيجابي ونشره، نقول به للمحسن أحسنت واستمر، لماذا لا يقول لنا ساهر شكراً؟ نفوسنا البشرية مجبولة على حب الثناء والمكافأة على إحسانها إن هي أحسنت أو لم ترتكب ما يعاقب عليه غيرها. أقترح وربما سبقني غيري في ذلك أن يضاف لنظامنا المروري نظامٌ جديد لمكافأة وتحفيز من يلتزم بسلامة قيادته وسلامة الآخرين في الطريق. وأنا هنا لا أدعو لتحميل إدارات المرور ما لا تطيق من ميزانيات لمثل ذلك، ولكن لو كانت مكافآت يسيرة ومعنوية ودون ميزانيات كتخفيض الرسوم على بعض الخدمات (تجديد رخص القيادة أو السير مثلاً..) لمن يخلو سجله من المخالفات 3 أشهر أو مدة محددة. أيضاً قد تكون مكافأة القيادة الآمنة بخفض قيمة المخالفات السابقة (إن وجدت) في حال عدم تسجيل مخالفات جديدة على السائق لمدة زمنية معينة، مما سيجعله ينتهج سلوكاً جديداً وإيجابياً ليحصل على هذه المكافأة، وقد يمتد هذا السلوك ليصبح سلوكاً دائماً عند كثيرين. كذلك القطاع الخاص يستطيع المشاركة بتخفيض قيمة بعض الإصلاحات الدورية للمركبات مثلاً للمنضبطين مرورياً، والمجال في ذلك واسع والأفكار كثيرة إن تم إقرار هذا المقترح. وكما أن العقاب على المخالفات قد آتى ثماره وانخفضت وفيات الحوادث إلا أن التحفيز والمكافأة أيضاً سيجعلان الانضباط بالأنظمة المرورية سلوكاً حضارياً شائعاً ومحبباً لدى الكل وميداناً للتنافس.