الأسنان وما أدراك ما الأسنان، قلّما تجد شخصا لا يعاني من مرض الأسنان في ظل هذه الحياة المترفة، والتهامنا مئات بل ملايين الحلويات والسكريات التي تنخر في أجسامنا، ولعل السنّ حينما يمرض يزعج صاحبه ويشعره بالألم لا يمكن الشفاء منها إلا بالذهاب إلى طبيب الأسنان. جامعاتنا -ولله الحمد- تتفوق بكثير على جامعات في دول أخرى في مجال طب الأسنان وعلاجه، وهناك الآلاف ممن تخرجهم ويجلسون بلا عمل، ينتظرون كرسيا شاغرا حتى يعملون. أكثر من 12 ألفا يدرسون في 27 كلية طب أسنان في المملكة، مقسمة بين كليات حكومية وخاصة، متوقع تخرجهم خلال السنوات القليلة القادمة، فضلا عن أن هناك أكثر من 300 طالب وطالبة مبتعثين بالخارج، وكل هذه الإحصاءات عن طريق هيئة التخصصات الصحية نتساءل نحن المرضى: أين هؤلاء؟ فعندما نذهب إلى المستشفيات الحكومية ننتظر أياما طويلة حتى نصل إلى طبيب الأسنان لأخذ موعد. طب وعلم أمراض الفم والأسنان شائع وكبير، والكل يحتاج إليه. نحن نشعر بالألم عندما نمرض والطبيب بالخارج لا يستطيع علاجنا، بسبب أنه لا توجد لديه وظيفة. يجب تشجيع هؤلاء الأطباء والمتخصصين ودعمهم، بافتتاح عيادات خاصة على الأقل، ويكون دعمهم ماديا بتجهيز وشراء الأجهزة، وأيضا مراقبتهم من وزارة الصحة في مزاولة المهنة، فمهما كثر عدد الأطباء فإن في المقابل أيضا المرضي يزداد عددهم، ونحتاج إلى هؤلاء الأطباء. أو لماذا لا تكون هناك إستراتيجية عامة بالاشتراك مع القطاع الخاص لحل تلك المعضلة وتقريب وجهات النظر، حتى نتمكن من الاستفادة من كل خريج طب الأسنان بمختلف التخصصات، فالحاجة ضرورية. لا نحب ولا نتمنى أن يأتي اليوم الذي نخسر فيه خيرة شباب وشابات هذا الوطن، الذي هو الحاضر والمستقبل، فلا بد من احتوائهم بالحد المناسب، واستغلال هذه العقول النيرة.