‏ تعد ركائز رؤية المملكة 2030 «العمق العربي والإسلامي، القوة الاقتصادية، محور ربط القارات الثلاث» داعما قويا لصناعة الفعاليات ولمكانة المملكة على المستوى الإقليمي والعالمي. فالعمق العربي والإسلامي مصدره أرض الجزيرة العربية وشعائر الحج والعمرة التي تعد أكبر فعالية وتجمع للبشر في زمان ومكان واحد. أما القوة الاقتصادية، فالمملكة اقتصاديا تعد التاسعة عالميا، ما يعطيها القوة في استضافة كبرى المؤتمرات والملتقيات للشركات العالمية والمنتديات الاقتصادية مثل «مبادرة مستقبل الاستثمار ومنتدى الرياض الاقتصادي». أخيرا الموقع الجغرافي بين ثلاث قارات يجعلها رابطاً مهماً في الحركة الاقتصادية والخدمات اللوجستية في التجارة والنقل بين الشرق والغرب، وهذا يتمثل في مشروع نيوم الذي سوف تمر من خلاله 10% من حركة التجارة عالميا ودعما لهذه المرتكزات. لذلك جاء الأمر الملكي بناءً على ما أوصى به مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة سمو ولي العهد بإنشاء الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، تتبع لوزارة التجارة لأهمية صناعة الفعاليات‬ الاقتصادية في جميع القطاعات كالتعليم والسياحة والترفيه والقطاعات الأخرى التي تدعم الاقتصاد الوطني. صناعة الفعاليات‬ تشمل أكثر من 20 نوعا من الفعاليات مثل المؤتمرات بأنواعها والمعارض والملتقيات العلمية والندوات والجمعيات بمختلف تخصصاتها والمهرجانات السياحية، وحسب إعلان البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات بلغ عدد المؤتمرات والمعارض التي أقيمت في السعودية خلال 2017 أكثر من 10 آلاف فعالية وسط زيادة سنوية تقدر بين 15-20%.. كما قدرت القيمة الاقتصادية في الناتج الوطني لصناعة الفعاليات ب 40 مليار ريال في 2018. جاءت أهداف جامعة الملك عبدالعزيز متوافقة مع أهداف وتطلعات رؤية المملكة 2030 لتأهيل شباب وشابات الوطن في التخصصات النوعية، وصدر قرار مجلس التعليم العالي بالموافقة على إنشاء قسم إدارة الفعاليات‬ في كلية السياحة‬ بجامعة الملك عبدالعزيز، الذي يعتبر الأول من نوعه إقليمياً، وبدأ الطلاب والطالبات الدراسة في عام 1438، ويدرس فيه الآن أكثر من 200 طالب وطالبة. كما حرصت كلية السياحة بتنمية مهارات طلابها في إدارة وتنظيم الفعاليات بمختلف أنواعها، وذلك بتأسيس نادي الفعاليات التابع لقسم إدارة الفعاليات، بالإضافة إلى إتمام الدبلوم المهني الأول على مستوى المملكة «إدارة المعارض والمؤتمرات الدولية» في الفصل الدراسي المنصرم، وتم قبول أكثر من 60 طالبا وطالبة من مختلف مناطق المملكة من العاملين والمهتمين في صناعة الفعاليات. كما جاء قرار مدير جامعة الملك عبدالعزيز بإنشاء مركز صناعة الفعاليات والترفيه العلمي الذي يعد الأول من نوعه في المملكة، داعماً قوياً لصقل مهارات الطلبة في إدارة الفعاليات وإقامة اللقاءات والمؤتمرات المتميزة، ويهتم المركز كذلك بالترفيه العلمي وتقديم المحتويات العلمية القيمة بطريقة ترفيهية تطبيقية مبسطة، مثل المتاحف العلمية والمسابقات المبنية على العلوم والتكنولوجيا والفعاليات الترفيهية. أخيرا كان تدشين وزير التعليم خلال ترؤسه المجلس السادس لمجلس الجامعة للعام الجامعي 1439 /1440 لدرجة الماجستير في إدارة الفعاليات بكيلة السياحة، الذي يعد الأول على مستوى الشرق الأوسط والمملكة لدعم البحث العلمي وتقديم الدراسات العلمية والتطويرية في هذه الصناعة، مع رفع نسبة مساهمة الكوادر الوطنية في إدارة وتنظيم الفعاليات داخل المملكة، إنجازاً يضاف إلى إنجازات جامعة الملك عبدالعزيز في مساهمتها الاجتماعية وإتاحة الفرصة، وذلك تحقيقاً لتطلعات روية المملكة 2030 بدعم وتأهيل شباب وشابات وطننا الغالي.