أكدت مجلة Foreign Policy الأميركية، أن كثيرا من المؤشرات بدأت تظهر جليّا، تفيد بإمكان تخلي النظام الإيراني عن ميليشيا حزب الله في لبنان، والاكتفاء بدعم ميليشيات الحوثي المتمردة في اليمن، وذلك بعد أن ارتأت أن الميليشيا اللبنانية لم تعد قادرة على القيام بأعمالها «القذرة» بالوكالة، حسب توصيف المجلة.



فقاعات إعلامية

أشار التقرير المطول للمجلة إلى أن تصريحات الأمين العام للحزب حسن نصر الله التهديدية، بالدخول في حرب مباشرة ضد الولايات المتحدة في حال اندلعت مواجهة بينها وبين طهران، ما هي إلا تصريحات إعلامية لكسب التعاطف، وتهدئة مخاوف المؤيدين للجماعة في الداخل اللبناني، مؤكدة أن الحزب فقد بريقه خلال الفترة الماضية، بسبب الضغوط الداخلية المتزايدة عليه، إلى جانب العقوبات، وتغيير السياسة الإيرانية في المنطقة.

البوادر

أضاف التقرير «هناك عدد متزايد من الدلائل على أن طهران تعتقد الآن أن المتمردين الحوثيين في اليمن يجب أن يكونوا وكيلهم الإقليمي المفضل في المواجهة المتزايدة مع الولايات المتحدة وحلفائها»، بدليل أنه بعد الحشد الأميركي في المنطقة خلال الآونة الأخيرة، لم تتحرك الميليشيات الإيرانية في العراق، ولا خلايا حزب الله، وإنما كان المتمردون الحوثيون هم من نفّذ الهجمات الإرهابية التي استهدفت خط أنابيب نفط في السعودية باعتراف منهم.



إستراتيجية اضرب واهرب

قال التقرير، إن «التحول المفاجئ الإيراني من حزب الله إلى الحوثيين يجب ألا يشكل مفاجأة كاملة، إذ إنها تعتمد عليهم كلما شعرت بوجود ضغوط عليها»، مشيرا إلى أن سياسة استخدام الميليشيات الأجنبية بالوكالة في هذه المنطقة، تفيد إيران وتبعد عنها العقوبات أو الضربات في الداخل، باعتبار أنها تروّج لمزاعم عدم تدخلها في أزمات المنطقة.