أملت سيطرة الميليشيات الحوثية على بعض المحافظات اليمنية بالكامل، وعلى أجزاء من محافظات أخرى، وحرمت الشعب عيدا تاريخيا يلتئم فيه شملهم أو يجتمعوا على فرحة واحدة، وذلك بعد رفض الانقلابيين ما أسموه تهكما "عيد الشرعية"، والذي وافق أمس فقرروا أن يكون اليوم عيدا لمناطق سيطرتهم.

العيد سرا

فرضت ميليشيات التمرد الحوثي على مساجد العاصمة صنعاء وعلى رأسها جامع الصالح، وميدان السبعين، الذي تعود الأهالي على أداء شعيرة عيد الفطر المبارك بها تشديدا أمنيا محكما، يمنع السكان من صلاة العيد أو إظهار أي مظاهر للاحتفال بما فيهم النساء والأطفال، وسط امتعاض كبير وجدل واسع من قبل أهالي صنعاء، الذين احتفلوا بالعيد سرا رافضين إقحام السياسة في شعائر الدين.

تقسيم العيد

انقسم عيد الشعب اليمني إلى طرفين الأول يسميه السكان عيد الشرعية في مناطق سيطرة حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، الذين أدوا مع جموع المسلمين أمس صلاة عيد الفطر المبارك، والطرف الثاني ما سموه بعيد الحوثي المقرر اليوم الأربعاء، لكن الملفت أن عددا من المحافظات اليمنية انقسمت جزأين بين من احتفل بالعيد ومن صام أمس.

أهالي الحوبان

ويصلي أهالي الحوبان في تعز صلاة العيد اليوم بعد أن كان عيد بقية أهاليهم في وسط تعز أمس، وهكذا حال صنعاء التي منع الحوثيون أمس إقامة صلاة العيد في مساجدها، كما هو حال ذمار وإب كاملة، بينما عيدت الضالع أمس، في الوقت الذي سيعيد دمت الذي هو جزء منها اليوم.

ميليشيات أيدولوجية

أكد وزير الأوقاف والإرشاد اليمني الدكتور أحمد عطية أن الحوثيين ما هم إلا ميليشيات أيدلوجية تتبع المرجع الشيعي في إيران وأعمالها واضحة للعيان من تجريف للعملية التعليمية، وتحريف للهوية السنية.

وقال الدكتور أحمد عطية في تصريح إلى "الوطن" أمس: بداية أرفع اسمى آيات التهاني والتبريكات للرئيس المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان والشعبين الشقيقين شعبنا اليمني والسعودي بهذه المناسبة السعيدة، متمنيا أن تعود وقد تحقق لنا كل ما نصبو إليه من تقدم وازدهار.

منع الحوثيين

وأضاف وزير الأوقاف والإرشاد أن منع الحوثيين للمناطق الواقعة تحت سيطرتهم من أداء شعيرة العيد العظيمة، يأتي ضمن الانتهاكات السافرة بحق الشعب اليمني، ولم تكن المرة الأولى ولا الأخيرة، إذ منعت من قبل إقامة صلاة التراويح في العديد من المناطق التابعة لسيطرتها، خلال شهر رمضان، بالإضافة إلى طباعة الكتب التي تقدس زعيمهم وتؤصل لحكمه بأنه نائب عن الرسول عليه الصلاة والسلام.

وتابع "نحن في الوزارة قد قمنا بكشف العديد من مخططاتهم الدينية الدنيئة، والتحذير منها عبر العديد من الطرق والوسائل الحديثة، ولذلك فلا غرابة أن نسمع اليوم بمنع المصلين عن الصلاة والاحتفال للعيد، لأنها سلطة تابعة لإيران، وتعمل على تسيس القضايا الدينية، وشق النسيج الاجتماعي اليمني، ولأنها ميليشيا تمتلك القوة فإنه لن يردعها أحد من استخدام هذه القوة في وجه من يخالف آرائها".

كراهية الشعب

وأضاف وزير الأوقاف اليمني :لا أخفيك هناك حالة تذمر واسعة لدى مواطنينا في مناطق سيطرتهم، وهي تعكس مدى الكراهية لهذه الميليشيات وعدم الرضى عنها؛ فبعد أن أصدرنا البيان بأن غدا الثلاثاء عيدا، أصدرت الميليشيا بأنه متمم لرمضان، في استفزاز واضح للناس، وتسييس فج للدين، الأمر الذي أحدث شرخا اجتماعيا كبيرا، فالمواطنون لا يثقون إلا بالحكومة الشرعية فقط؛ لأنهم ينشدون الدولة ويكرهون الميليشيا الآتية من كهوف الجهل.

سلامة المواطنين

وأكد أن الحكومة تحمل مليشيات الحوثي الانقلابية سلامة المواطنين في مناطق سيطرتها، من الاعتداء على المواطنين، الذي التزموا ببيان الوزارة وتوقيتها في أداء شعائر العيد، داعيا إلى تحكيم العقل وإفساح المجال للمواطنين بممارسة شعائرهم بحرية تامة، دون تضييق الخناق عليهم.

لجنة الأهلة

ولفت وزير الأوقاف والإرشاد إلى أن جهود وزارته لا تقتصر على استقبال العيد والصلاة، بل هي جهود مستمرة طول العام، ويلمسها المواطنون، خصوصا في بيان هلال رمضان وشوال عن طريق لجنة الأهلة التي تراقب الهلال، ومن ثم إصدار بيان للمواطنين بالإمساك والفطر.

وأضاف أن الوزارة لديها العديد من الأنشطة التي تستبق العيد عبر فروع الوزارة في المحافظات الخاضعة للسلطة الشرعية، منها الموجهات والمحددات التي نُعممها على الخطباء والمرشدين لاستقبال العيد وخطبته، والتي تدعو الناس للوسطية والاعتدال والوقوف مع إجماع غالبية الشعب اليمني في صف القيادة الشرعية، والتحذير من آفة الإرهاب والغلو الديني، وكذا التحذير من خطورة ميليشيا الحوثي الانقلابية.

كما تقوم الوزارة بتحديد مواقيت وأماكن صلاة العيد في كل محافظة، ولا ننسى الدور الذي تقوم به المكاتب من وضع التقويم في بداية شهر رمضان أيضا لكل محافظة على حدة للاختلاف النسبي في التوقيت.

اختطاف المصلين

اختطفت ميليشيا الحوثي أمس نحو 25 شخصا بينهم خطيب وإمام أحد المساجد في صنعاء، بعد الاعتداء عليهم بالضرب والشتم، بسبب إقامتهم صلاة عيد الفطر.

وبحسب شهود عيان، فإن عددا من أبناء حي حزيز بصنعاء لم يلتزموا بفتوى الميليشيات الحوثية، باعتبار أن الثلاثاء هو المتمم لشهر رمضان، واتبعوا وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية، التي أكدت أنه أول أيام عيد الفطر، وأقاموا صلاة العيد بحضور العشرات من المواطنين في مسجد الحي، ولكن حاصرت 3 أطقم المسجد عقب انتهاء الصلاة، وداهم مسلحون حوثيون ملثمون المسجد، واعتدوا بالضرب والشتم على بقية المصلين واقتيادهم إلى جهة مجهولة.

محافظات يمنية صامت يوم العيد

- صنعاء

- ذمار

- إب

- حجة

- المحويت

- عمران

- صعدة

محافظات انقسم ساكنوها بين رمضان والعيد

- الجوف

- الحديدة

- رداع

- تعز

- الضالع