في أحد فروع شركات الأدوية العالمية بجدة، يقول أحد الصيادلة، ويحمل درجة الماجستير في الصيدلة، إنه درس الصيدلة في السعودية في إحدى كبريات الجامعات الحكومية، وذهب لإكمال دراسة البكالوريوس والماجستير في أميركا.

وبعد سؤاله عن الفرق بين الدراسة هنا وهناك، قال: هنا تعتمد دراستنا على النظري بما يتعدى 90 % من مجموع الدراسة، ويحضر إلينا المحاضر، بجهازه الكمبيوتر المحمول، وهذا أكثر ما يهمه، لأنه سيعرض لنا شرائح (power point) وسيقرأ علينا ما كتب فيها، وكأننا لا نعرف القراءة باللغة الإنجليزية، وتجد المحاضرة التي تليها رغم أن المحاضر واسم المادة يختلفان عما كنا نحضره قبل قليل، إلا أن المحاضر الحالي يطبق ما فعله زميله السابق.

ورغم أنه كاد أن يتم حرماني من دخول الاختبارات النهائية لبعض المواد، لأن غيابي تجاوز الفترة المسموح بها، إلا أنني كنت أحقق درجات عالية في النتيجة النهائية، بعد مذاكرتي لشرائح (power point) وحفظها، رغم أنني لم أحضر تلك المحاضرات فعليا.

أما في أميركا، فلا يهتمون بتحضيرنا ومناداة أسمائنا كل محاضرة وكأننا سجناء في فيلم مصري، ولا يحتاج أحدنا أن يغير صوته ليحضّر زميله، لأننا مجبرين على حضور كل دقيقة لأنها ستكون لها علاقة بالاختبارات النهائية.

فالموضوع لا يعتمد على مجموعة كلمات (تدحشها) بدماغك وتكبها في سلة مهملات ذاكرتك بعد الاختبار بساعات، بل يعتمد على حالات مرضى حقيقية، سبق وأن تعرضوا للأمراض التي ندرس أدويتها، ويتم تركيب الدواء الافتراضي لهؤلاء المرضى، حيث يعاني الواحد منهم من عدة أمراض، أدويتها غير متجانسة، وماهية الطريقة لزيادة فعالية الدواء، الذي يتعارض مع الدواء الآخر للمرض الآخر لنفس المريض، وفي نهاية الفصل الدراسي تتم مقارنة هذا الدواء الذي تم تركيبه من قبل الطالب، مع الدواء الفعلي الذي تم استخدامه للمريض، وتعتمد الدرجة على مدى التوافق بينهما، لذا تجد أغلب محاضراتنا بشكل عملي في المستشفى والنظري قليل بالجامعة.

ونفس المقارنة تمت بين طالب تمريض سعودي وزميلته خريجة كلية التمريض من إحدى جامعات جمهورية أيرلندا، حيث تقول إن المستويات في الجامعة، يكون أولها في الجامعة للدراسة النظرية، والثاني في المستشفى لتطبيق ما تمت دراسته في المستوى الأول، والمستوى الرابع لتطبيق ما تمت دراسته في المستوى الثالث.. وهكذا، ليتم تخريجها بعد سنتين من التطبيق العملي بدلا من 6 أشهر لزميلها السعودي الذي تلقى تعليمه في جامعة سعودية، ولسان حاله وحال زملائه يقول (ما فرقت تغيب أو تحضر).

نظرة للسماء: أن تبقى بلا عمل، خير من أن تتعلم بطريقة تؤذي بها ما جعله الله أمانة بين يديك حتى وإن كان جسدك.