اعتادت الشعوب العربية على مر السنين، على الاستعداد لعيد الفطر في أواخر شهر رمضان، عن طريق تقديم الأكلات الشعبية والحلويات، حيث تمتلئ الشوارع والأسواق بلافتات الترحيب بمقدم العيد السعيد، ويقبل الجميع على شراء أصناف الحلويات. وتختلف الدول العربية في بعض تفاصيل تجهيزات عيد الفطر، وتتميز كل دولة بمجموعة من السمات والعادات والتقاليد التي تصاحب هذا الحدث السنوي.

العيد في السعودية

نجد أن مظاهر العيد تبدأ قبل العيد نفسه، حيث تبدأ الأسرة بشراء حاجياتها من ألبسة وأطعمة وغيرها، ويتم الإعداد للحلويات الخاصة بالعيد في بعض المناطق، مثل "الكليجة" والمعمول. ومع أول ساعة من صباح العيد، يجتمع الناس لصلاة العيد التي تجمع الناس في أحيائهم الخاصة ويقومون بعد الصلاة بتهنئة بعضهم البعض في المسجد، ثم يذهب الناس إلى منازلهم استعداداً للزيارات العائلية واستقبال الضيوف من الأهل والأقارب.

وتنتشر عادة الاجتماعات الخاصة في الكثير من الأسر السعودية في الاستراحات التي تقع في المدينة أو في أطرافها، حيث يتجمع فيها أعضاء الأسرة الواحدة الكبيرة، والتي تضم الجد والأولاد والأحفاد. وتقام الذبائح والولائم، يتبعها اللعب من قبل الصغار والكبار، وتعقد الجلسات العائلية الموسعة، ويتم توزيع العيدية على الأطفال.

العيد في السودان

في منتصف شهر رمضان المبارك، تعد أصناف الحلوى وألوان الكعك والخبز، مثل الغريبة والبيتي فور والسابليه والسويسرول بكميات وافرة تكفي لإكرام الزائرين الذين يتوافدون بعد صلاة العيد، والتي تؤدى في الساحات قرب المساجد ويشهدها الجميع، حيث يقومون بتبادل التهاني، ثم يتوافد رجال الحي في كثير من القرى إلى منزل أحد الكبار، أو أي مكان متفق عليه، كل يحمل إفطاره، ثم يخرجون في جماعات لزيارة المرضى وكبار السن. وتستمر الزيارات طوال الأيام الأولى من شوال، حيث تنظم الرحلات العائلية والشبابية، ويقضي الجميع أوقاتا جميلة مع بعضهم البعض على ضفاف نهر النيل. كذلك ما يميز العيد في السودان، ما يعرف باسم "العيدية" وهي قطع من النقود التي يمنحها الأب أو الأعمام أو الأخوال والكبار، للصغار.

العيد في الإمارات

توضع الحناء على أيدي البنات والسيدات أيضاً، ويتم تجهيز الملابس الجديدة، واللقيمات والبلاليط وغيرها وبعض الحلويات. كما توضع كميات من الفواكه في المجالس لاستقبال الضيوف. وفي القرى يبدأ العيد بالصلاة في الأماكن المفتوحة، ويكون هنالك إطلاق نار في "الرزقة" وهي رقصة شعبية تعبيراً عن الفرح.

أما في المدن، فالاستعدادات متشابهة ولكن الصلاة تكون في مصلى العيد، لكن لا يشاركون في الرزقة، وإنما ينطلقون بعد الصلاة لتهنئة الأهل والأقارب بالعيد.

العيد في العراق

تبدأ مظاهر عيد الفطر في العراق عن طريق نصب المراجيح ودواليب الهواء والفرارات وتهيئتها للأطفال. أما النساء فيشرعن بتحضير الكليجة والمعمول بأنواع حشوها المتعددة، إما بالجوز المبروش أو بالتمر أو بالسمسم والسكر والهيل، مع إضافة الحوايج وهي نوع من البهارات لتعطيها نكهة معروفة، حيث تقدم الكليجة للضيوف مع استكان شاي وبعض قطع الحلويات والحلقوم أو من السما "المن والسلوى" أو المسقول. وتعمل النساء نوعاً من الكليجة دون حشو يطلق عليه "الخفيفي" حيث يضاف إليه قليل من السكر ويدهن بصفار البيض ويخبز إما بالفرن أو بالتنور.

العيد في سورية

يبدأ العيد في سورية باكراً بعض الشيء، حيث تنصب المراجيح والألعاب الأخرى الخاصة بالأطفال في الحدائق العامة وأمام بعض المنازل.

وتتعدد أصناف الحلويات في سورية تبعاً للمدينة، ففي المناطق الشرقية يتم إعداد "الكليجة" أو المعمول، والأقراص، وفي حلب تعد أنواع "الكبابيج" الحلبية التي تؤكل مع "الناطف" وفي حمص يتم صنع الأقراص وغيرها.

ومع أول أيام العيد، يصلي الكثير من أهل دمشق في المسجد الأموي، كما يصلي الآخرون في المساجد الأخرى، ثم يقوم الجميع بزيارة القبور، والترحم على الأموات، وقراءة القرآن على قبورهم.

كما تجتمع الأسرة مساءً للخروج إلى أحد المطاعم في المدينة، أو التي تقع في أطرافها، ويهب الكثير منهم إلى المصائف القريبة من مدنهم، كبلودان ومصياف وصافيتا والزبداني وغيرها.

العيد في اليمن

تبدو مظاهر العيد في اليمن في العشر الأواخر من رمضان الكريم، حيث ينشغل الصغار والكبار بجمع الحطب ووضعه على هيئة أكوام عالية، ليتم حرقها ليلة العيد تعبيراً عن فرحتهم بقدوم عيد الفطر وحزناً على وداع رمضان.

ونجد أهل القرى في اليمن ينحرون الذبائح ويوزعون لحومها على الجيران والأصدقاء والجلوس في مجالس طيلة أيام العيد لتبادل الحكايات المختلفة. أما في المدن فيذهبون لتبادل الزيارات العائلية عقب صلاة العيد، وتقدم للأولاد العيدية.

والأكلات اليمنية التي لا يكاد بيت يخلو منها فهي "السَّلتة" وتتألف من الحلبة المدقوقة وقطع البطاطا المطبوخة مع قليل من اللحم والأرز والبيض، وتحرص النسوة اليمنيات على تقديم أصناف من الطعام للضيوف في العيد ومنها: بنت الصّحن أو السّباية، وهي عبارة عن رقائق من الفطير متماسكة مع بعضها البعض ومخلوطة بالبيض والدهن البلدي والعسل الطبيعي.

العيد في مصر

تتزين الأحياء الشعبية بمظاهر العيد، ويعود الأطفال مع والديهم محملين بالملابس الجديدة التي سيرتدونها صباح عيد الفطر. وتجد الازدحام على أشده قبل العيد في جميع المخابز لأنها تستعد لعمل كعك العيد والذي هو سمة من سمات العيد في مصر، وتتفنن النساء في عمله مع الفطائر الأخرى والمعجنات والحلويات التي تقدم للضيوف.

ويؤدي الناس صلاة العيد في الساحات الكبرى والمساجد العريقة في القاهرة، وعقب صلاة العيد يتم تبادل التهاني بقدوم العيد المبارك، وتبدأ الزيارات ما بين الأهل والأقارب وتكون فرحة الأطفال كبيرة وهم يتسلمون العيدية من الكبار.

عبارات التهنئة بالعيد:

كل عام وأنتم بخير

عساكم من عواده

من العايدين من الفائزين

من الغانمين ومن السالمين

عاد عيدكم، عيدكم مبارك