«في الفن والدين والسياسة، يجب أن يكون الاحترام متبادلا، بغض النظر عن عنف الاختلاف».

فنسنت برايس.

الصورة الأولى، يقول وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني إن الحوثيين يرفعون صور علي الخميني (المرشد الإيراني السابق) وعلم حزب الله جاء بمشاركة سيارات دفع رباعي سلمت للحوثيين من قبل الأمم المتحدة لنزع الألغام!

يعني التحالف يمد اليمن بمليارات الدولارات كمساعدات لمكافحة المجاعة عبر الأمم المتحدة، والأمم المتحدة تسلم الحوثيين سيارات ترفع عليها صور الخميني وحزب الله.

ثم يأتي مسؤولو الأمم المتحدة أمام مركز الإغاثة لدينا ويشيدون بكلمتين بدور التحالف في الإغاثة ويطلبون مزيدا من الأموال، و«يصورون كم صورة» مع مسؤولي مركز الإغاثة عندنا وتطييب خاطر، وعندما يصرح مسؤولو الأمم المتحدة أنفسهم للإعلام العالمي في مكان آخر، فإنهم ينتقدون التحالف ويطالبون بمزيد من الأموال.. ابتزاز غير مباشر!.

كتبت كثيرا سابقا عن لعبة مسؤولي الأمم المتحدة في اليمن، وكتبت أيضا أن مركز الإغاثة لدينا يحتاج إلى شيئين مهمين، أناس يعرفون ألاعيب السياسة ودهاليزها وكيفية التفاهم مع ألاعيب مسؤولي الأمم المتحدة في اليمن، فإدارة مركز إغاثي في مثل هذه الظروف الدولية تحتاج خبرة سياسية، ولا تدار الأمور كأنها جمعية خيرية أو طبية، كما يحتاج إلى ذراع إعلامية محترفة تبين مجهود مركز الإغاثة بطريقة محترفة بدل الإعلانات المعلبة التي تصدر والمؤتمرات الصحفية الأكثر تعليبا.

للأسف ترى صحفا وإعلاما عالميا تلوم التحالف على الرغم من كل المجهود المبذول، وعلى الرغم من أن العارفين يعلمون من يعطل المساعدات، ومن يسرقها من مستحقيها، فالحوثي عصابة منظمة بإيديولوجية وبفكر إرهابي لا أكثر.

الصورة الثانية، حليف حزب الله الزعيم اللبناني ذكر (صواريخ حزب الله ليست من أجل إسرائيل لكن من أجل الخليج!).

ذكرت «إندبندنت عربية» أن الرئيس اللبناني ميشال عون أبلغ مسؤولين إسرائيليين بواسطة مبعوث خاص أنه فهم من حليفه «حزب الله» أن الحزب ليس بوارد عنده شنّ أي هجوم على إسرائيل، وأنه قد يشارك في رد إيراني على أهداف أميركية ربما تكون في الخليج. بعد كل ما يفعله الخليج للبنان هكذا يكون الجزاء!.

أسلحة حزب الله وحلفائه موجهة للخليج، سواء المخدرات أو الأسلحة الحربية، هذا ما قلناه سابقا، وللتذكير نرجع لمقال أيضا «نحتاج إلى صقور»، فقد كنا نتوقع ذلك، نعرف لبنان وفصائله وكيفية التعامل معهم، لكن البعض لم يتفق معنا.

الصورة الثالثة، دولة عربية حضرت القمم الثلاث في مكة المكرمة، وكانت حاضرة للنقاشات وتم صياغة بيانات القمم أمامها، وبعدها بأيام تعلن رفضها للبيانات بأغرب حجة بأنها لم تستوعب ما حدث وكأنه كتب بلغة غير العربية!.

عادة الاعتراضات تحدث في نفس الوقت، أما الاعتراض بعد أيام فهو يسيء للدولة أكثر من القمة، فهو يعني أن الدولة لا تملك من أمرها شيئاً، حتى على الصعيد السياسي يهز من هيبة الدولة ولا يؤثر بالقمة.

التصرف السياسي المعروف في مثل هذه الأمور حتى لو كان هناك اعتراض هو الصمت، على الأقل من أجل هيبة الدولة، وحتى لا تثبت المقولة المعروفة بين العرب أن هذه الدولة لا تملك من قرارها شيئاً.

الصورة الرابعة، إيران تعرض معاهدة عدم اعتداء على بعض دول الخليج!.. بعد كل هذا الافتخار باحتلال أربعة عواصم عربية تعرض اتفاق عدم اعتداء!.. إذا لم تستحي فاصنع ما شئت، ومنذ متى تملك إيران الشجاعة لمواجهة مباشرة مع أي دولة عربية، بعد أن قتلت مئات آلاف العرب في سورية واليمن.. إيران عقيدتها ألا تستخدم المواجهة المباشرة بل هي تستخدم أذنابها وحروب الوكالة، فهذه المعاهدة لا تساوي حتى قيمة الحبر الذي كتبت به، وإيران ستنكر علاقتها بأذنابها وستحرض أذنابها ليسعون في الأرض فسادا!.

إيران حاليا مخنوقة بالعقوبات، وهي تحاول أن تنحني للعاصفة، وبعدها ستعود لشرها وتخريبها، فمن تعوّد على شيء أربعين عاماً، يصعب أن يتركه بأسابيع.

وأكرر وأعيد، ما كتبناه لسنوات وكررناه مؤخرا في مقال»الحرب هي العلاج الذي اختاره أعداؤنا" أن الوضع الحالي يحتاج إلى أسلوب آخر.. أعيد مطالبة الخليجيين خصوصا في هذا الوقت ألا يعطوا إيران أي فرصة أو يدخلوا معها مفاوضات لأنها تضييع وقت، بل أن يبدأوا الآن بكل طاقتهم بشن حرب غير تقليدية على إيران، أي حرب اقتصادية وسياسية واستخباراتية وإعلامية.. حرب لا هوادة فيها، وتكون غرف عمليات على مدار الساعة طول السنة ويتم دعمها بكل الدعم البشري والمالي.

ويجب وضع أهداف محددة في جدول زمني معين والوصول إليها أو ما يسمى (تحقيق التارغيت).

لم يعد هناك حياء في السياسة إذا كانت الأمم المتحدة تصرف سيارات الحوثيين من مساعدة الخليجيين لتوضع عليها صور الخميني وحزب الله، وعون يطمن إسرائيل بأن الصواريخ موجهة للخليج، وإيران تفتخر باحتلال أربعة عواصم عربية وتقول معاهدة عدم اعتداء، أي عتب بقي على الخليجيين لكي يدكوا أذرعة إيران في الدول العربية ويفككوا الداخل الإيراني.