ما إن أدّى المسلمون صلاة العيد في أجواء آمنة مستقرة في وطني الكبير وعلى مختلف مساحاته، إلا وبدأ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان برنامجاً كله وفاء وحب ومعايدة بحرارة الاعتزاز والفخر بجنودنا البواسل على الحد الجنوبي، وأكد خلال هذه الزيارة، التي رافقه فيها وزير الحرس الوطني ونائب وزير الدفاع، اعتزازه وتقديره للدور البطولي الذي يقوم به هؤلاء الأبطال في حماية أرض الوطن، وشاركهم فرحتهم بالعيد السعيد، وخاطب هؤلاء بعاطفة الغبطة والحب الذي يكنُّه لكل جندي وضابط يقضي أيامه لحماية هذا الوطن، مختصراً كل مجلدات الكتب والخطابات وبإيجاز يقول لهم «شَوُفت تقريباً 3 ملايين بني آدم في قبلة المسلمين يتعّبدون ومرتاحين بسَبَبكُم أنتم، يعني كل غابطكم على الأجر، ونتمنى أن نُشارككم الأجر فيما تقومون فيه، فجزاكم الله خيراً، وكثر الله من أمثالكم، ووفقكم الله دنيا وآخرة إن شاء الله، وأي شيء نقدر نقّدمه فحنّاْ في الخدمة».

تلك هي الكلمات النابعة من قلب وطني مخلص لوطنه بقيادة خادم الحرمين الشريفين، كيف يا ولي العهد وأنت تعيش معهم لحظة بلحظة، ألسْتَ من وضع الخطط العملياتية بصفتكم وزيراً للدفاع؟، إنك ببرنامج عملكم الدؤوب عين على التنمية وعين على الحدود، فأنت مع المواطن في الطريق، وفي قصر الصفا مع الملوك والزعماء، وفي الأعياد مع جنود الوطن، لمسةُ هنا، وأخرى هناك، تثبتُ كل يوم أنك فارس الجزيرة الذي تشغله هموم المواطنين في كل مكان، وشؤون المسلمين ما زالت وستظل بخاطرك، كيف وأنت من رأس الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة لتكون قبلة المسلمين أبهى عاصمة في العالم تخطيطاً وعمراناً وروحانية، ونظيرتها في المدينة المنورة التي تعشق ترابها وتوجه بأن تكون هاتان المدينتان مكة والمدينة من أفضل بقاع الأرض، إذ فيهما قبلة المسلمين ومثوى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لقد قمت يا ولي العهد بمعايدة هؤلاء الجنود بنكهة مختلفة كعادتك في كثير من المرافق والمناسبات، فوجدان الوطن في أعماق محمد بن سلمان له وضع خاص حينما قال لكل مرابط «أنتم مغبوطون على هذا الشرف العظيم، نسأل الله أن يأجركم وأن نشارككم في الأجر»، ستكون بإذن الله يا سمو الأمير معهم دوماً في مواطن الشرف والذَّب عن حرم الوطن الآمن بحول الله، لتخلص الأمة من هذه الميليشيات الغاصبة لوطن الأشقاء في اليمن السعيد، وستظل عيناك على اليمن وعلى الوطن حتى تنجلي هذه الغمة عن الأمة.

أما وقد وقفت مع جنود الوطن فإن في نفسية كل واحد منهم له دعوة مخلصة أن ينصر دينه ويعلي كلمته ويوفق خادم الحرمين الشريفين وسموكم الكريم، لإكمال هذا المشروع بالدفاع عن تراب هذا الوطن المقدس وحماية المقدسات الإسلامية من جنون الحوثيين، ومن خلفهم ملالي طهران، وفي نفس كل جندي له أمنية أن يوفقك يا سيدي لكل خير، وأن تظلل كعادتك هؤلاء بحبك المعهود لشعبكم ووطنكم، فأنتم فخر لبلادنا.

دام عزكم ونصركم على أعداء الملة والدين، وكل عام وأنتم بخير.