كشفت دراسة علمية وجود ثلاث نبتات محلية في المملكة العربية السعودية تُستخدم في الطب التقليدي من الممكن أن تكافح السرطان، وذلك بعد تقصي الفريق العلمي النشاط الحيوي لـ 52 نبتة، ليستقروا على ثلاث منها بدت واعدة في علاج السرطان، بعد احتوائها على مواد قوية مضادة للسرطان وهي: العرعر الفينيقي، كف مريم، الحنظل.

السرطان والوفاة

بحسب الدراسة التي نشرتها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "KAUST" وقام عليها باحثو الجامعة واطلعت عليها "الوطن" فإن السرطان يعد أحد الأسباب الرئيسية للمرض والوفاة في جميع أنحاء العالم، وفي عام 2015، سجلت منظمة الصحة العالمية 8.8 ملايين حالة وفاة مرتبطة بالسرطان، ولكن ضِعف هذا العدد تقريبا يُشخص كل عام، فيما تتوقع المنظمة استمرار ارتفاع عدد الحالات المشخصة بنسبة 70% خلال العقدين القادمين على الأقل، نظرا لارتفاع متوسط عمر الإنسان.

استخدام الأدوية العشبية

بينت طالبة الدكتوراه دينا حجار، التي تدرس فاعلية الأعشاب المحلية في الوقاية من السرطان، أن استخدام الأدوية العشبية يشيع في السعودية، وعلى الرغم من ذلك، لا تكاد توجد دراسات علمية في هذا المجال، حيث يميل السعوديون إلى استخدام المعلومات الموروثة عن أسرهم لاتخاذ قرار بشأن هذه النباتات دون معلومات موثقة عن نشاطها البيولوجي أو الكيميائي.

أمل التوسع

سعيا إلى التوسع في علاجات السرطان، وخاصة تلك البسيطة وغير المكلفة في تصنيعها، بحث فريق بقيادة تيموثي رافاسي وكريستيان فولسترا من كاوست، في الإمكانيات البيولوجية (النشاط الحيوي) لمجموعة من النباتات المستخدمة محليًّا في مجال الطب التقليدي.

3 من 52 نبتة

في البداية تقصى الفريق النشاط الحيوي لـ52، ليستقروا على ثلاث منها بدت واعدة في علاج السرطان: العرعر الفينيقي (Juniperus phoenicea)، وكف مريم (Anastatica hierochuntica)، والحنظل (Citrullus colocynthis).

المستوى الخلوي للنباتات

درس الفريق النمط الظاهري على المستوى الخلوي للنباتات، أي مجموعة الخصائص أو السمات الظاهرية الفيزيائية لها، وذلك بواسطة مسح عالي المحتوى معتمد على التصوير، من أجل تقييم الفاعلية المضادة للسرطان. أتى هذا النهج بعد تقنيةٍ وضعها كلٌّ من ستيفان كريمب وفولسترا عام 2017 تستخدم لائحة علامات شاملة ذات أساسات موحدة وهي عملية فعالة يمكن اعتمادها بسهولة من قبل المختبرات الأخرى. هذا يعني أن الفريق قارن المظاهر الخلوية لأجزاء مأخوذة من هذه النباتات مع مجموعة من المركبات المرجعية التي لها آليات عمل معروفة.

مواد قوية

تمكن الفريق من إثبات احتواء هذه النبتات الثلاث على مواد قوية مضادة للسرطان، تدعى مثبطات توبويزوميراز، وهي مركبات يمكنها كبح إنزيمات توبويزوميراز التي تتحكم في تغيرات الحمض النووي، ويمكن استخدامها لتطوير مثبطات جديدة مضادة للسرطان.

علاجات سريرية

ما توصل له الفريق البحثي هو خطوة أولى، وثمة العديد من الخطوات التي ستتبع في المستقبل قبل اختبار هذه المركبات بطريقة مناسبة وإتاحتها كعلاجات سريرية للسرطان. وقالت حجار: "ستحتاج المركبات الفعالة التي حُدّدت في الدراسة إلى تقييم وتوصيف بشكل أفضل. كما أن المركبات الفعالة بحاجة لأن تُركّب وتُختبَر داخل الجسم الحي".

الموارد الطبيعية في المملكة

أكدت حجار أن الدراسة تثبت قوة استخدام المسح عالي المحتوى المعتمد على التصوير، في الكشف عن معلومات حول النشاط الحيوي للموارد الطبيعية غير المعروفة. كما أنها تسلط الضوء على فرصة التوصل إلى اكتشافات أكثر إثارة بين الموارد الطبيعية في المملكة العربية السعودية.

النباتات الواعدة في علاج السرطان

العرعر الفينيقي (Juniperus phoenicea)

كف مريم (Anastatica hierochuntica)

الحنظل (Citrullus colocynthis)