أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور سعود الشريم، أن حركة الليل والنهار تؤكِّد تقارب الزمان وتسارعه، إذ تمر الأوقات فيه مرّ السحاب، حتى أحدنا يرى من سرعة انقضائها أن الشهر كالأسبوع، والأسبوع كاليوم، والسنة كالشهر. وإن مما نعلمه من ديننا أن ذلكم التسارع إنما هو من أشراط الساعة، كما صحَّ بذلكم الخبر عن الصادق المصدوق، صلوات الله وسلامه عليه.

وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها -اليوم- في المسجد الحرام أن هذا كله يُعدُّ فرصةً عظمى لإيقاظ ذوي الفطن، وأصحاب الحجى؛ لفعل الخير، والتوبة النصوح، وإسداء المعروف، وترك ما يشين.

وأبان أن المرء الموفّق هو من لا ينفك عن طاعة الله في جميع أوقاته، يعبد الله قائما وماشيا وقاعدا وعلى جنبه، يعرف خالقه في كل حين، في رمضان وشوال وغيرهما من شهور السنة، التي هي أزمنة العام وأوقاته، والتي سيسأل عنها المرء جميعا دون تفريق بينها، فما شهور السنة كلها إلا وقت من عمر الإنسان، يمضي وهو مسؤول عن عمره هذا دون شك أو ريبة.

فرحة العيد

وأوضح الشيخ الشريم، أن المرء الموفّق أيضا يعلم أن فرحه بالعيد المشروع عبادة، كما أن صومه المشروع عبادة، وإذا كان شهر رمضان قد اختصّ باجتماع جملة من العبادات في شهر واحد، ليجمع فيه المرء بين التخلية والتحلية، فإن تلك الطاعات المجتمعة سيجدها متفرقة أمامه في بقية الشهور، فما الذي يحجزه عن الصوم في شوال الإثنين والخميس، وأيام البيض الثلاثة، وما الذي يحجزه عن الصدقة والذكر وقراءة القرآن، وقولوا مثل ذلكم في بقية شهور السنة، غير أن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- قد اختص شوال بصيام ست منه، كما صح عنه عليه أفضل الصلاة والسلام، أنه قال: «من صام رمضان ثم أتبعه بستٍ من شوال كان كصيام الدهر».

الدهر كاملا

أكد الشيخ الشريم، أن الحسنة بعشر أمثالها، وصيام رمضان بعشرة أشهر، وصيام ست من شوال بستين يوما، فصارت العدة اثني عشر شهرا، أي دهرا كاملا، والدهر هو السنة.

وقال «حاصل الأمر -عباد الله- أن المرء المسلم يعبد الله في كل أحيانه وشؤونه، حتى اللقمة يضعها في فم زوجه له بها أجر، ولا أعظم في محو السيئات من توحيد خالص لله، ثم كثرة حسنات يضيفها المرء إلى صحائفه».

الفلاح بالطاعة

في المدينة المنورة، تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي، في خطبة الجمعة، عن عبادة الطاعة، وأن سعادة الناس وفوزهم وفلاحهم في حياتهم لا تكون إلا بطاعة الله عزّ وجلّ.

وقال فضيلته «فلاح الإنسان وسعادته وفوزه في حياته وبعد مماته، لا تكون إلا بالطاعة لرب العالمين، فالطاعة لا تتحقق إلا بامتثال أوامر الله تعالى، مع ترك ما نهى الله عنه، والذين يقومون بأوامر الله سبحانه ويهجرون النواهي، فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم».

وبيّن أن من عمل بالطاعة المأمور بها وركب المعصية، فقد أطاع الله في حال وعصى الله في حال، والمعصية التي عصى بها الله -عزّ وجلّ- تضر الطاعة فتنقص ثوابها، وقد تبطل ثواب الحسنة إذا كانت من المبطلات، فلا بد لمن أراد أن يكون طائعا لله تعالى طاعة تامة، أن يجمع بين فعل الطاعات واجتناب المحرمات.

الثبات

أوضح الشيخ الحذيفي، أن اتخاذ الشيطان عدّوا يكون بالثبات على الطاعات وهجر المحرمات، وبيّن أن من أتبعَ السيئات بالسيئات، وأعرض عن الهدى، ولم يتذكر حتى ينزل به الموت، له ويلٌ شديد، وأن الله تعالى حذّر بوعيد شديد وتخويف لمن أَتبعَ الحسنات بالسيئات.