بينما تحتفي المملكة بعيد الفطر وتمتلئ المناطق ابتهاجا وفرحا بقدوم تلك الشعيرة، تجد في جنوب المملكة بالتحديد بمحافظة هروب وما يجاورها من المناطق الجبلية، رمزا متداولا وثقافة لم يمحها طول السنين وتجدد الحضارات، وذلك عبر التمسك بارتداء الزي التقليدي حتى أصبح علما تاريخيا لتلك المحافظة، فتجد صغيرها الذي يبلغ المشي في أيامه الأولى متلبسا ومستمتعا بذلك الزي والذي لا تجد بيتا من البيوت إلا وقد علق ولبس فيه، فهو لبس الأجداد وتوارثه الآباء والأحفاد، وقد ذكر أحد الباعة أنه قد تم بيع 2590 لبسا تقليديا.

إقبال ومبيعات

ذكر أحد باعة محلات الزي التقليدي في محافظة هروب، أنه منذ بداية العشر الأواخر في المحافظة باع أكثر من 2000 لبس تقليدي ويزيد، وكان ذلك أكبر عدد باعه منذ بدايته بالبيع في هذا المجال، وكان الإقبال قويا حتى للأطفال، مشيرا إلى أن السوق عمل على مدار الساعة، ولم يتوقف إلا قبل صلاة فجر يوم العيد بلحظات.

استخدامات الزي

ذكر العم أحمد صهلولي البالغ من العمر ما يقارب التسعين عاما، أنه لبس معين لهم في أيام الحروب القبلية والجاهلية فهو خفيف الملبس وداكن اللون في بعض قطعه، التي كان يساعدهم اللون على عدم رؤيتهم من قبل خصومهم. ومن ثم فإن مباهج العيد تعيده بقوة، فتجد العائلة متوجة به ومتمسكة بتلك الثقافة دون التراجع عنها والذي بوجهة نظرهم يدل على سالف أجدادهم والفخر بهم.

ألوان وجمال

هناك خامات تستورد من بعض الدول ومنتجاتها تختلف وألوانها تتناغم، فتجد منها زاهية اللون مثل إزار الدربية التي هي أغلى منتج في السوق، حيث تصل أسعارها لـ300 ريال ويزيد. والعراجة ذات اللون الغامق، وكلا النوعين منتج يمني حديدي أصلي حتى ينسب إلى مدينة الحديدة اليمنية.

أما الأنواع الأخرى، فهي الهندي والكشميري بأسعار معقولة تناسب المستهلك. وتزداد في رقي ألوانها عندما تناغم في لبس الطرد الآخر وهو الشميز الذي تتعدد ألوانه ما بين الأبيض الذي هو أكثر إقبالا والأحمر المحبب للكثير وبقية الألوان الداكنة.

الطيب التقليدي

كذلك نجد أنه من عاداتهم وتقاليديهم الطيب العطري الذي يتوج به رؤوسهم، وهو منتج من تلك الجبال يسمى بـ"الكدة العطرية"، والتي تقوم الفتيات بتحويلها إلى عطر يوضع فوق رأس الصغير منهم والكبير، وقد لا تجد أحدا إلا وتزين بها وجمع عليها من المخلطات العود العربية، مما يجعل من رائحتها لا تقاوم وتعرف للجميع باسم نبتة الغيم والمطر.

خصائص الزي التقليدي:

1 - عمر اللبس 400 عام.

2 - خفيف الملبس في أيام الغزوات سابقا.

3 - لونه الداكن يساعدهم على التخفي من خصومهم.

4 - يستورد من اليمن والهند وكشمير.

عادات لا تزال قائمة في المنطقة الجنوبية:

- الزي التقليدي الخاص.

- الطيب العطري المعروف بنبتة الغيم والمطر.