فيما تشهد ساحات موقع التواصل الاجتماعي «Twitter» رسائل المساهمة في عتق الرقاب مقابل مبالغ مادية ضخمة، أكد المحامي والمستشار القانوني نواف النباتي، أن هذه الرسائل لا تعتبر مخالفة قانونية، إلا أنها قريبة من نوع الإتجار بالبشر، متمنيا سن قوانين لمثل هذه الرسائل للحد منها.

صيانة المجتمعات

أشار الباحث في علم الجريمة الدكتور يزيد الصيقل لـ»الوطن» إلى أن القصاص في ذاته صيانة للمجتمعات وحياة للبشرية، ويعد عتق الرقاب من الأفعال المحمودة شرعا وعرفا وحث عليها الشارع الحكيم، ولكن تحول عتق الرقاب تجاه تحقيق مكاسب معنوية ومادية لبعض الوسطاء وأهل الدم، فنجد أنه هناك من يسعى للتوسط وعتق الرقاب ابتغاء للأجر، وهناك من يسعى لذات الفعل ولكن لتحقيق مآرب اجتماعية ومعنوية تعود إليه بالمنفعة، واشتراط مبالغ مالية من ذوي الجاني للتوسط وبذل الجاه لعتق رقبته والسعي نحو البروز في وسائل الإعلام، ويعد كل ذلك انحرافا عن الهدف الأساسي وهو عتق الرقاب، بالإضافة إلى اشتراط مبالغ ضخمة من بعض أهل الدم تصل إلى عشرات الملايين وحشد ذوي الجاني لجمع المبالغ الضخمة، وحصرهم في وقت معين وتحميلهم مصاعب قد لا يتحملونها.

أضرار سلبية

أوضح الصيقل أن هذه الوجاهات والحشد لفئات معينة قد تفرز أضرارا سلبية كأن يعتقد بعض الجناة أن هناك من سيخلصه من ارتكابه للجريمة في ظل وجود السنيد والمعين، وأن أهل المجني عليه سيتنازلون في نهاية الأمر مع عقوبة مخففة، وهنا قد يضعف ذلك المنفعة من الردع العام والخاص لبعض الأفراد في أي مجتمع، حيث إنه في بعض المجتمعات تكون عقوبة الحق العام رادعة حتى في ظل التنازل عن الحق الخاص.

تنظيم رسمي

أكد الصيقل أنه من المهم وضع تنظيم رسمي ينظم الشفاعات وضبطها تفاديا للمبالغة في الديات أو تجاه من يمارسون ضغوطات على أهل الدم ويسعون لسلبهم حقهم الشرعي في العتق من عدمه، لذا يعد التنظيم الرسمي للشفاعات ومنع وصول الباحثين عن أهداف ومطامع خلاف عتق الرقاب ضرورة للحد من سلبيات هذه الظاهرة.

المتاجرة بالرقاب

أشار النباتي إلى أنه أصبح البعض يُتاجر بالرقاب ويستغل حاجة المحكوم ضده بالقصاص بأن يشترط للتنازل عنه مبلغا ماليا يقدر بملايين الريالات حيث إن بمجرد تنازل أولياء الدم عن القاتل ينجو من القصاص، واستغل البعض هذا الأمر ليتحصل من خلاله على مبالغ طائلة والهدف منها الكسب والتربح وليس الهدف منها الأجر مقابل التنازل عن قاتل ابنهم.

جانب آخر

أبان النباتي أن الأمر تطور لأن جعل البعض يتحدث بأسماء القبائل وكيف نحن أفراد القبيلة لا نترك ابننا، ويدخل شيوخ قبائل للتعميم على أفراد القبيلة وإحراجهم بل يصل إلى إلزامهم بالتبرع المالي لأحد أفراد قبيلتهم حتى لا يتم قصاصه، وهذا الوضع انتشر بالآونة الأخيرة فنجد البعض لا يهمه الدم المهدور ولا الأجر، إنما يهمه كيف يتحصل على هذه الملايين مستغلاً حاجة الطرف الآخر لابنهم ولا يرغبون بقصاصه.

سلبيات جمع الدية

- التفاخر بسداد الدية الذي ينافي احترام حرمة الميت

- إجبار أفراد القبيلة على دفع الدية

- ينقص من حجم الخطأ في نفس القاتل

- استغلال حاجة أهل الميت برفع مبلغ الدية لضمان قبولهم