كان الكُتّاب في صحافتنا ينعون أعمارنا التي ضاعت بسبب المتشددين الذين حرموا على الناس المباحات، ويتكرر هذا الغلو مع كل جديد، وكنت أتذكر حينها مقولة سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه- حين قال: «إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن».

وحينما جاء الحزم السلطاني مع رؤية 2030، بوركت أعمارنا لاستفادة الناس من المباحات المحرمة خلال 4 عقود، بسبب ثالوث "التقليدية والتشدد والأدلجة"، وكنت خلال السنوات الـ10 الماضية، أشير في مقالاتي ولقاءاتي إلى عشرات الأمثلة، وأتحمل ما يأتيني من عنف وإرهاب فكري يصل حد التكفير أحيانا.

وأنا أقلب تغريداتي في «تويتر» لفتت نظري تغريدة قبل 5 سنوات عن خبر قفز مواطنة من «ليموزين» بعد تحرش السائق بها، وتساءلت حينها بقولي: حتى متى نمنع قيادة المرأة للسيارة، ونقاوم قانون مكافحة التحرش، بمبررات الغلو والفوبيا التي عفى عليها الزمن، فهوجمتُ كالعادة.

ولأن الزمن كفيل بالتطور، والسنن الكونية جارية، وأن الله أكرمنا بهبة عهد الحزم، فقد عالج في 4 سنوات كثيرا مما كان محرما خلال 4 عقود، منذ تمكُّن الصحوة بقيادة الجماعات الدينية الراديكالية.

والآن، رأينا المرأة تقود السيارة منذ سنة، ولم تقع تلك الأوهام المتوقعة، بل تحققت المصالح للناس واندرأت المفاسد الواقعة بسبب المنع السابق، وكذلك نظام مكافحة التحرش صدر وطُبّق فرأينا خيره.

فشكرا للقيادة الحكيمة عزمها، فحزمها، فحسمها، هذه التابوهات المظلمة.