اعتمد الاتحاد السعودي لكرة القدم عدد اللاعبين المحترفين الأجانب والمواليد للموسم المقبل، بعد الاطلاع على التوصية المقدمة من لجنة الاحتراف، إذ تقلص نصاب الأندية الممتازة إلى 7 لاعبين، ودوري الأولى إلى 4 عناصر، والثانية لاعبان.

والقرار الجديد يخدم اللاعب المحلي في الأولى والثانية، غير أن الإشكال في صراع الكبار باعتبار أن الأجنبي جاثم على جلّ المراكز، في وقت لم يتمكن نجومنا من الخروج إلى الآفاق الواسعة في الاحتراف الخارجي، وبالتالي ستكون المراكز حكرا على الأجانب، كحال الموسم الماضي.

وتمنيت أن الاتحاد المؤقت لم يصدر القرار، خاصة أن اتحادا جديدا على عتبة بوابة العمل، وكان يفترض أن يقدم المقترح ويترك القرار الأخير لاتحاد المسحل، لأن التوازن في وجود اللاعب الأجنبي والمحلّي يكون مقبولا، بقدر ما تم إقراره في دوري الأولى، إذ أصبح هناك 7 مواقع شاغرة في خطوط الفريق، يقودها العنصر المحلّي و9 في الثانية.

بعيدا عن سيناريو المحترفين الأجانب والمحليين، يتعيّن الاهتمام بدوري المدارس الذي نضب تدفقه، ولم يعد يقدم المواهب كالسابق، إذ كنا نرقب الواعدين عند بواباته، والأكيد أن اللاعب تلوح نجوميته في سن البدايات الأولى من المرحلة الابتدائية، وتكبر المعالم في المتوسطة، ومتى ما كان الاهتمام بالنشء مبكرا، فإنه يعطي بسخاء، ويقف على أرضية صلبة.

دوريّا المدارس والأحياء كفيلان بصقل المواهب، إذا وجدت الاهتمام بوجود البنية الأساسية من ملاعب وكوادر تدريبية، ولو عدنا إلى الوراء لندرك الأسباب الداعمة لبروز كثير من المواهب في جميع الألعاب، لتذكرنا أن أول إستاد شُيّد في الرياض كان ملعب التربية الرياضية بطريق خريص الذي احتضن أقوى الفعاليات، وهذا تأكيد على الاهتمام بالرياضة المدرسية قبل أكثر من 5 عقود، وتقام عليه أنشطة متعددة، وكان النتاج يانعا بل يخيّل للمتابع الذي يحضر إلى المباريات بعد الفترة الصباحية، أن هناك دورة ألعاب رياضية يحتضنها الإستاد.

وإذا كانت الهيئة العامة للرياضة تخطط للنهوض بجميع الألعاب، فدوري المدارس البداية للانطلاق، والأهم وضع إستراتيجيات لبناء النشء، وبروز جيل مؤسس من البذرة الأولى، والشراكة بين الهيئة العامة للرياضة ووزارة التعليم، مطلبٌ لصناعة جيل من الموهوبين في جميع الألعاب.