بعد نحو شهر من الهجمات على أربع ناقلات نفط في 12 مايو 2019 قبالة سواحل الفجيرة قرب المياه الدولية الإماراتية وعلى بعد أقل من 12 ميلا من الساحل، أفادت البحرية البريطانية والأسطول الخامس الأميركي، أمس، بأن ناقلتي نفط تعرضتا لحادثين منفصلين في خليج عمان يجري التحقيق بشأنهما، وتم إخلاء طاقميهما، بينما طالب مركز عمليات التجارة البحرية البريطاني بتوخي “الحذر الشديد”. وقالت الوكالات، إن واحدة منهما استهدفت بطوربيد مما تسبب في اشتعال النار فيها جنوبي خليج هرمز الذي يمر عبره نحو خمس النفط العالمي.

طوربيدات طهران

قالت مصادر، أمس، إن البصمات الإيرانية واضحة في الحادث وأرجعت ذلك لامتلاك طهران 4 طوربيدات محلية الصنع، تعمل على تهديد الملاحة البحرية وتشابه مع الطوربيد الذي أصاب إحدى ناقلتي النفط، وأيضا لتشابه الاعتداء مع الهجمات التي طالت أربع ناقلات نفط في 12 مايو 2019 قبالة سواحل الفجيرة، وذلك بعدما اتهمت الولايات المتحدة إيران بالوقوف وراء الهجمات، التي طالت الأربع ناقلات. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في وقت سابق، إنه من المحتمل أن تكون ألغام إيرانية قد استخدمت في الهجوم.

ونقلت وكالة “بلومبيرج” عن البحرية الأميركية قولها، إن ناقلتي نفط في خليج عمان تعرضتا لأضرار نتيجة هجوم محتمل، بينما نقلت الوكالات أنه تم إخلاء ناقلتي نفط في خليج عُمان وإنقاذ قبطان وطاقم إحدى السفينتين بعد الحادث، مشيرة إلى أن الطاقم بات في وضع آمن.

وأوضحت الوكالات أن إحدى الناقلتين ترفع علم جزر مارشال واسمها “فرنت ألتير” بينما الناقلة الثانية اسمها “كوكوكا كاريدجس” وترفع علم بنما.

حذر شديد

طالب مركز عمليات التجارة البحرية، التي تديرها البحرية البريطانية، بتوخي “الحذر الشديد”، وأصدرت وضع “حالة التأهب” في وقت مبكر أمس. وقال الكوماندر جوشوا فراي، المتحدث باسم الأسطول الخامس الأميركي ومقره البحرين، إن قيادته على “علم” بوقوع حادث في المنطقة. وأضاف قائلا “نحن نعمل على الحصول على تفاصيل”.

صعود النفط

إثر الحادث، صعدت أسعار النفط في الأسواق العالمية، وفور تأكيدات الأسطول الملكي البريطاني قفزت أسعار النفط في البورصات العالمية، إذ وبحلول الساعة السابعة إلا الربع صباحا بتوقيت جرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمعدل 3.3 بالمائة لتصل الى 61.97 دولارا للبرميل. كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمعدل 2.7 بالمائة لتبلغ 52.55 دولارا للبرميل.

إخلاء الناقلتين

قالت 4 مصادر في الشحن البحري والتجارة، إنه تم إخلاء ناقلتين بعد حادث في خليج عمان، وإن أفراد الطاقم بخير. ونقلت وكالات عن صحيفة “تريد ويندز”، المعنية بالشحن، عن مصادر لم تحددها، أن طوربيداً أصاب ناقلة نفط مملوكة لشركة “فرونت لاين” النرويجية قبالة سواحل إمارة الفجيرة بالإمارات. وذكرت المصادر أن إحدى الناقلتين ترفع علم جزر مارشال واسمها “فرنت ألتير”، بينما الناقلة الثانية اسمها “كوكوكا كاريدغس” وترفع علم بنما. ونقلت المصادر عن أحد المسؤولين قوله إنه تم انتشال قبطان وطاقم الناقلة “كوكوكا كاريدغس” من قارب إنقاذ، مشيرا إلى أن الناقلة لا تزال في منطقة خليج عمان ولا تواجه الغرق. وأعلنت شركة “بي إس إم” لإدارة السفن أن واحدة من ناقلاتها وتحمل اسم “كوكوكا كوريجوس” كانت هدفا لـ”حادثة أمنية” ألحقت بها أضرارا، وأنه تم إنقاذ أفراد طاقمها، وقد أصيب أحدهم. وذكرت أن السفينة كانت على بعد 70 ميلا بحريا من الإمارات و14 ميلا بحريا من إيران.

اشتعال النيران

أبان مسؤول كبير في شركة سي.بي.سي الحكومية التايوانية لتكرير النفط، أن ناقلة تستأجرها الشركة لجلب وقود من الشرق الأوسط تعرضت لما يشتبه أنه هجوم في وقت سابق، يوم أمس الخميس. وقال وو آي - فانج رئيس قسم البتروكيماويات في الشركة: كانت الناقلة فرنت ألتير تحمل 75 ألف طن من النفتا عندما “أصابها طوربيد فيما يبدو” عند الظهر تقريبا بتوقيت تايوان (0400 بتوقيت جرينتش). كما أعلن إصابة أحد أفراد طاقم الناقلة بإصابة طفيفة، وأن الهجوم تسبب في أضرار بالجانب الأيمن من الناقلة.

ونقلت الوكالات أن “كوكوكا كاريدغس” كانت في طريقها من الجبيل بالسعودية إلى سنغافورة محملة بشحنة ميثانول، وأن شحنة الميثانول في الناقلة سليمة. ونقلت “بلومبيرج” عن مسؤول بميناء الفجيرة بالإمارات العربية المتحدة قوله، إن النار اشتعلت بناقلة نفط بعد أن تم تحميلها بالنفط من أبوظبي قبل إبحارها.

4 ناقلات نفط

تعرضت 4 ناقلات نفط، من بينها ناقلتان سعوديتان وناقلة تحمل علم النرويج وأخرى تحمل علم الإمارات، في مايو الماضي إلى أعمال تخريبية في المياه الاقتصادية الإماراتية الشهر الماضي، مما تسبب في إلحاق ضرر بالناقلات.

وقدمت الإمارات والسعودية والنرويج لأعضاء مجلس الأمن، في وقت سابق من يونيو الحالي نتائج تحقيق مشترك، حول عمليات التخريب التي تعرضت لها السفن التجارية. ويظهر تقييم الأضرار للناقلات الأربعة، والتحليل الكيميائي للحطام الذي تم اكتشافه، أنه من المرجح جدا أن تكون ألغام بحرية يتم إلصاقها بالسفن قد استخدمت في الهجمات. واتهمت الولايات المتحدة إيران بالوقوف وراء الهجمات، التي جاءت في وقت تصاعد فيه التوتر بين طهران وواشنطن.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في وقت سابق، إنه من المحتمل أن تكون ألغام إيرانية قد استخدمت في الهجوم.

الناقلتان المستهدفتان

كانتا تحملان شحنتين لهما صلة باليابان

1 - الناقلة “فرونت ألتير” وترفع علم جزر مارشال

- مملوكة لشركة “فرونت لاين” النرويجية

- كانت تحمل 75 ألف طن من النفتا إلى تايوان

2 - “كوكوكا كاريدغس” وترفع علم بنما

- مملوكة لشركة “كوكوكا سانجيو” اليابانية للشحن

-كانت في طريقها من الجبيل بالسعودية إلى سنغافورة محملة بشحنة ميثانول