بينما حثت الحكومة السعودية مبكرا الفرقاء السودانيين على العودة إلى طاولة المفاوضات، تستقبل العاصمة السودانية هذه الأيام مبادرة إثيوبية وعددا من المبعوثين في محاولة لإنهاء الأزمة التى استمرت أكثر من 6 أشهر، في الوقت الذي عينت فيه الولايات المتحدة مبعوثاً خاصاً لها في هذا البلد.

المبادرة الإثيوبية

شجع إنهاء قوى إعلان الحرية والتغيير لعصيان مدني استمر ثلاثة أيام، حركة المبعوثين وهيأت الأجواء للمبادرة التي يقودها الرئيس الإثيوبي آبي أحمد والتي نجحت حتى الآن في الحصول على بعض التنازلات من الطرفين أهمها موافقة المجلس العسكري إطلاق سراح المعتقلين، والإبقاء على الاتفاقيات السابقة، بينما قبلت المعارضة إنهاء مظاهر العصيان المدني والعودة للتفاوض.

اتهامات لإدارة ترمب

بعدما اتهم مشرعون أميركيون حكومة ترمب بتجاهل ما يجري في السودان، دفعت واشنطن بمساعد وزير الخارجية المكلف للشؤون الإفريقية تيبور ناغي يرافقه الدبلوماسي دونالد بوث اللصيق بالقضايا الإفريقية ليكون الأخير مبعوثاً خاصا للولايات المتحدة في السودان، ليبدآ لقاءات مكوكية بين المجلس العسكري والمعارضة لتقريب وجهات النظر وبناء الثقة.

تعقيدات التفاوض

غير أن مراقبين محليين يشيرون إلى تعقيدات جمة تواجه جهود المبعوثين لبناء الثقة بين الطرفين، أبرزها تجاوز المرارات التي أعقبت عملية فض الاعتصام أمام القيادة التي صاحبتها حملة قمع دامية، اتهم فيها كثيرون عناصر مسلحة تتبع للنظام البائد بالتورط بشكل منسق لارتكاب الجرائم لوقف التفاوض بين العسكريين والمدنيين.

الضغط الدولي

تتزايد وتيرة الضغط الدولي والإقليمي لأطراف النزاع في السودان لاستئناف التفاوض لحل الأزمة، إذ سبقت السعودية والإمارات ومصر بالدعوة إلى الحوار، بينما جمد الاتحاد الإفريقي عضوية السودان في هذه المنظمة القارية إلى حين حل الأزمة، وأيد موقفه الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن قبل أن ترمي الولايات المتحدة بثقل دبلوماسي طاغٍ في محاولة للتوصل لحل سريع للأزمة.

المراهنة على بوث

ويراهن العديد من المراقبين المحليين بقدرات المبعوث الأميركي الخاص للسودان ومعرفته بقضايا المنطقة وحنكته، بعد أن عمل في عهد الرئيس السابق باراك أوباما موفدا إلى السودان وجنوب السودان عام 2013، وأنه يحظى بقبول طرفي النزاع والاتحاد الإفريقي.