حمّلت الولايات المتّحدة إيران مسؤولية هجومين استهدفا، الخميس، ناقلتي نفط نرويجية ويابانية في بحر عمان، وأدّيا لاشتعال النيران فيهما وإجلاء طاقميهما، في تطوّر جديد يزيد التوترات في منطقة تعيش منذ أسابيع على وتيرة التصعيد بين واشنطن وطهران.

وفور شيوع نبأ الهجومين قفزت أسعار النفط ووصلت نسبة ارتفاعها 4,5% قبل أن تعود وتغلق على زيادة بنسبة 2,2%، وهذه هي المرة الثانية في غضون شهر، التي يتمّ فيها استهداف ناقلات نفط في هذه المنطقة الاستراتيجية، بعد تعرّض أربع سفن بينها ثلاث ناقلات نفط لعمليات تخريبية قبالة سواحل الإمارات في 12 مايو قالت واشنطن إنّ طهران تقف خلفها.

بصمات إيران

واعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس أن الهجوم على ناقلتي نفط في بحر عمان بالخليج "يحمل بصمات" إيران، مستندا إلى شريط فيديو نشره البنتاجون.

وقال ترمب لشبكة فوكس نيوز إيران قامت بهذا الأمر، مضيفا "نرى السفينة، مع لغم لم ينفجر، وهذا يحمل بصمات إيران".

من جانب آخر، بدد الرئيس الأميركي مخاطر قيام إيران بتنفيذ تهديداتها السابقة بإغلاق مضيق هرمز، الذي يعتبر ممرا حيويا لإمدادات النفط العالمية، لفترة طويلة، وتابع: ترمب "لن يقوموا بإغلاقه، لن يغلق، لن يغلق لفترة طويلة وهم يعلمون ذلك، ولقد أبلغوا بذلك بأشد العبارات".

وأوضح ترمب أن "أميركا تريد إعادة إيران للتفاوض"، وأضاف: "أنا مستعد حينما تكون إيران مستعدة، وليس هناك ما يدعو للعجلة".

لا اتفاق مع إيران

وقال ترمب في تغريدة على "تويتر" إنّه يثمّن مهمّة الوساطة التي يقوم بها رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، الذي بدأ زيارة إلى طهران، الأربعاء، مضيفا "أشعر شخصيا أنّه من المبكر جدا حتّى مجرّد التفكير بإبرام اتّفاق، هم ليسوا مستعدّين، ولا نحن أيضا".

وأعلنت القيادة المركزية في الجيش الأميركي أنها أرسلت المدمرّة "يو إس إس إس مايسون" إلى موقع الحادث لـ"تقديم المساعدة".

إيران مسؤولة عن الهجومين

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في تصريح أمام الصحفيين في واشنطن، إنّ حكومة الولايات المتحدة تعتبر أنّ إيران مسؤولة عن هجومي في بحر عمان، مضيفا أنّ اتهاماته تستند إلى جملة من الأسانيد هي: معلومات جمعتها أجهزة الاستخبارات و"الأسلحة التي استخدمت" في الهجومين، والهجمات السابقة التي استهدفت سفن شحن في المنطقة، واتهمت واشنطن طهران بالوقوف خلفها، وواقع أنّ أيّا من الجماعات الموالية لإيران في المنطقة ليس لديه وسائل "على هذا القدر من التطوّر".

منع النفط من العبور

واعتبر الوزير الأميركي أنّ هدف إيران من هذه الهجمات هو منع النفط من عبور مضيق هرمز، محذرا من أنّ الأنشطة التي تقوم بها إيران "تمثّل تهديدا واضحا للأمن والسلم الدوليين، وهجوما فاضحا على حرية الملاحة، وتصعيدا للتوتّرات من جانب إيران غير مقبول".

وأتى تصريح بومبيو بعيد دقائق من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنّه من المبكر جدا "حتّى مجرّد التفكير" بإبرام اتفاق مع إيران.

مجلس الأمن يجتمع

وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا مغلقا، الخميس، بطلب من الولايات المتّحدة، حيث أطلع السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة بالوكالة جوناثان كوهين المجلس على تقييم واشنطن، الذي يحمّل إيران مسؤولية الهجوم على الناقلتين.

واعتبر كوهين أنّ الهجوم الذي جاء بعد شهر على حادثة مشابهة استهدفت أربع ناقلات أمام سواحل الإمارات العربية المتحدة "يعرض التهديد الواضح، الذي تشكله إيران على السلام والأمن الدوليين"، وتابع "لقد طلبت من مجلس الأمن أن يبقي المسألة قيد المتابعة، وأنا أتوقع أن نجري المزيد من الحوارات حولها، وحول كيفية الرد في الأيام المقبلة".

الكويت تدين

وقال السفير الكويتي منصور العتيبي، إن أعضاء المجلس أدانوا العنف، والعديد منهم دعوا لإجراء تحقيق لتحديد الوقائع، وتابع بعد الاجتماع "نرغب بأن نعرف من الذي يقف وراء الحادث".

دعوة الأمم المتحدة

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى "تقصّي الحقائق"، وتحديد الجهة "المسؤولة" عن الهجوم، مشدّدا على أنّه "إذا كان هناك شيء لا يستطيع العالم تحمّله، فهو اندلاع مواجهة كبيرة في منطقة الخليج"، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تتعاون مع جامعة الدول العربية بهذا الشأن.

الأسطول الأميركي

وكان الأسطول الخامس الأميركي ومقرّه البحرين قال في بيان "نحن على علم بالهجوم المفترض، الذي استهدف ناقلتي نفط في خليج عُمان"، مشيرا إلى تلقّيه "نداءي استغاثة منفصلين عند الساعة 6,12 صباحا بالتوقيت المحلي والساعة 7,00 صباحا".

الجامعة العربية

وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد ابو الغيط، إنّ استهداف ناقلات النفط والهجمات على السعودية تعد "تطورات خطيرة".

ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موحيريني إلى "أقصى درجات ضبط النفس وتفادي أي استفزاز"، مشددة على أنّ "المنطقة لا تحتاج لأسباب جديدة مزعزعة للاستقرار ومثيرة للتوتّر".

الاتحاد الأوروبي يقيم الهجوم

أعلن مسؤول بالاتحاد الأوروبي في بروكسل أمس أن الكتلة الأوروبية مازالت تجري تقييما للهجومين، اللذين استهدفا ناقلتي نفط في خليج عمان، بعدما وجهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام، فيما يتعلق بالهجومين إلى إيران، وتابع "نحن نجري تقييما للوضع، ونجمع المعلومات في الوقت الراهن".

وردا على سؤال بشأن ما إذا كان الاتحاد الأوروبي لا يتفق مع التحليل الأميركي للوضع، ذكر المسؤول أن هذا استنتاج خاطئ، وتابع المسؤول بالقول: "يعني هذا أننا نجري تقييما للوضع، ولا يعني إذا ما كنا مقتنعين أو غير مقتنعي، إنه وضع معقد، نحن بحاجة للحصول على جميع المعلومات اللازمة".

مجموعة العشرين تبحث

وفي طوكيو، قال وزير الصناعة الياباني، هيروشيجي سيكو أمس إن الهجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان هذا الأسبوع، سيخضع للنقاش في اجتماع وزراء الطاقة والبيئة بمجموعة العشرين مطلع الأسبوع القادم.

ويُعقد الاجتماع الوزاري لاقتصادات مجموعة العشرين في كارويزاوا شمال غرب طوكيو، قبل انعقاد قمة مجموعة العشرين في أوساكا غرب اليابان يومي 28 و29 الجاري.

وتعرضت ناقلتان تُشغل شركة شحن يابانية واحدة منهما، لهجمات في خليج عمان أمس الأول، فيما ألقت الولايات المتحدة باللوم على إيران بشأن الهجمات.

وتعرّضت ناقلتا نفط نرويجية ويابانية الخميس في بحر عمان لهجومين، ما أدّى لاشتعال النيران فيهما وإجلاء طاقميهما، في تطوّر جديد يزيد التوترات في المنطقة التي تعيش منذ أسابيع على وتيرة التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران.