بينما يحاصر العالم النظام الإيراني عقب جريمة الاعتداء على ناقلتي نفط في خليج عمان، مؤخرا، انتفضت عدة مدن إيرانية في وجه النظام، أمس، وخرج سكانها في مظاهرات واحتجاجات عارمة ضد الغلاء وتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية، غير أن السلطات واجهتها بعنف في بعض المناطق.

مظاهرة في كازرون

وأظهرت مقاطع فيديو لناشطين عبر مواقع التواصل مظاهرة حاشدة في مدينة كازرون، التابعة لمحافظة فارس، جنوب إيران، بينما تقوم عناصر الشرطة بمهاجمة المحتجين وضرب بعضهم بالهراوات وسط اشتباكات محدودة.

وبدأت المظاهرات بعد إعلان أصحاب المحلات في بازار المدينة إضرابا عاما، احتجاجا على ارتفاع الأسعار وضعف قدرة الناس على شراء السلع الأساسية، بينما قال ناشطون، إن قوات الأمن اعتقلت على الأقل 3 من الشباب المحتجين وسط هتافات من قبل المتظاهرين بإطلاق سراحهم.

إضراب عام لبازار المدينة

وشهدت مدينة مشهد مركز محافظة خراسان، شمال شرقي إيران، إضرابا عاما لبازار المدينة خاصة في سوق آزاد شهر، بحسب مقاطع بثها ناشطون عبر مواقع التواصل.

وتوقع البنك الدولي في تقريره بعنوان الآفاق الاقتصادية العالمية الأسبوع الماضي، بأن النمو السلبي للاقتصاد الإيراني سيصل قريبا إلى -405%، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي للنمو السلبي لاقتصاد إيران هو العقوبات الأميركية، خصوصا الحظر المفروض على صادرات النفط الإيرانية، والذي يقضي على عائدات البلاد وقدرة حكومتها على تمويل المشاريع ودفع تكاليف الدعم.

انهيار اقتصادي مضطرد

ويواجه الاقتصاد الإيراني انهيارا مضطردا منذ أن انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران، وأعادت فرض العقوبات على النظام في مايو عام 2018، لتتضاعف أسعار السلع والحاجات الأساسية للمواطنين، مع ارتفاع معدلات البطالة وعدم قدرة النظام الإيراني على دفع رواتب الموظفين، مما أدى إلى استمرار الاحتجاجات والإضرابات.

هذا، وقام البنك الدولي أيضا بمراجعة تقديراته للتضخم الإيراني، قائلا، إنه بلغ في أبريل 52%، وذكر أنه على الرغم من أن هذا الرقم قابل للتغيير، لكنه على حدود التضخم المفرط.