يعاني الأطفال والمراهقون والبالغون من الشباب من مشكلة السهر والتحول إلى ما يعرف بـ"البوم الليلي" في الأعوام الأخيرة، وهذه القضية أصبحت تؤرق الكثير من الجهات الحكومية خصوصا التعليمية منها، ووفقا لموقع medicalnewstoday يطلق عليها بعض العلماء حالة "البوم الليلي"، فهؤلاء يظلون مستيقظين طوال الليل ويميلون إلى الاختباء تماما عند شروق الشمس، على الرغم من أن البشر ليسوا مؤهلين ليكونوا تماما مثل بومة الليل. كما أن هناك 26.9 % من طلاب الجامعات السعودية يفضلون نمط البوم الليلي.

دراسة سعودية

أشار الموقع إلى دراسة سعودية في هذا الجانب أجراها عدد من الباحثين في مركز اضطرابات النوم بجامعة الملك سعود في الرياض ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، على 540 من الذكور و219 من الإناث، تتراوح أعمارهم بين 18 و 32 عاما، وكشفت أن 26.9 % من العينة المشاركة كانوا "لا ينشطون إلا في المساء"، ويفضلون النوم بشكل كبير في النهار. وأضاف الباحثون أن الأبحاث التي أجريت في الدول الغربية تشير إلى أن عددا أكبر من طلاب الجامعات السعودية اليوم يتحولون بشكل تدريجي لكي يصبحوا مثل نمط "البوم الليلي" المنتشر في المجتمعات الغربية.

حقائق وهمية

يقول الباحثون إن حقيقة الاستمرار في اليقظة طوال الليل لساعات طويلة أمرغير عادي، لكون كثير من الشباب والفتيات يرون أنهم أكثر إنتاجية في الليل، وهذا الأمر يجعل من اليقظة حقيقة غامضة وجذابة، إلا أنها مخيفة إلى حد ما.

وكتب روبرت ستيفنسون في مجلة Travels: "هناك قصة حب بين بعض البشر والساعات السوداء في الليل، وهذا شكل عبر السنين صورة رومانسية غامضة نراها جليا من خلال الأفلام والكتب التي تتناول قضية البوم الليلي".

وأضاف: للأسف فإن الدراسات الطبية الحديثة تحذر من أن الاستمرار يقظا حتى الساعات الأولى من الصباح يعرض الصحة والرفاهية إلى الخطر.

ووجدت دراسة أجريت عام 2018 لتحليل العلاقة بين عادات النوم والصحة لدى 433268 من البالغين أن "البوم الليلي" أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض السكري، وأكثر عرضة للوفاة قبل الأوان بنسبة 10 % وذلك مقارنة مع الأفراد الذين ينامون ليلا ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي صباحا.

في حين أن قليلا من الدراسات أكدت أن عددا كبيرا من الناس يقومون بعملهم الأفضل في المساء.

الصباح وقت بائس للبوم الليلي

يقول الأطباء المتخصصون في اضطرابات النوم: إن الصباح قد يبدو وقتا بائسا من اليوم لبعض البشر، إلا أن الفكرة لا تنسجم من أشخاص آخرين، فهم يعانون إذا استمروا في السهر لأيام قليلة وربما ينهارون نفسيا وجسديا.

وقال خبير في أمراض الكلى وطب القلب والأوعية الدموية من جامعة فيرارا في إيطاليا الدكتور روبرتو مانفريديني: "إن نظام الحفاظ على الوقت اليومي هو الساعة البيولوجية وهو (ساعة داخلية تقيس ساعات اليوم)، ويختلف الأمر لدى البشر من هذه الناحية، فيشعر البعض أنهم أكثر انتعاشا في الصباح الباكر، لكنهم يشعرون أنهم يريدون الذهاب إلى النوم بحلول الساعة التاسعة صباحا، أما الأشخاص الذين ينشطون ليلا فإنهم يجدون صعوبة في الاستيقاظ بالصباح.

اختلاف أنماط النوم

كتب مؤلفو دراسة نشرت عام 2017 في مجلة Chronobiology International: "تعد درجة الصباح أو المساء أحد أهم جوانب الاختلافات الفردية في إيقاعات الساعة البيولوجية، النمط الظاهري المعروف باسم chronotype".

ولمعرفة ما إذا كان شخص ما من النوع الصباحي أم من النوع المسائي، يستخدم الباحثون عادة اختبارا يسمى استبيان "هورن-أوستبيرج" الذي يقيم التفضيلات الشخصية للأنشطة طوال دورة مدتها 24 ساعة.

لكن هذا الاستبيان لا ينجح تماما في تحديد أحد النوعين، إنما ظهر نوع ثالث يستطيع الموازنة بين النوع الصباحي والمسائي وتجده يستيقظ في الصباح ويسهر في الليل.

أنواع الأشخاص حسب استبيان "هورن-أوستبيرج" :

1- النوع الصباحي: هم الذين يفضلون النوم بالليل والاستيقاظ بالنهار.

2- النوع المسائي: هم الأشخاص الذي يفضلون النوم بالنهار والسهر بالليل.

3- النوع الثالث: هم الأشخاص الذين يستطيعون الموازنة بين النوع الصباحي والمسائي، وتجده يستيقظ في الصباح ويسهر في الليل.