تصاعدت الأزمة في منطقة الخليج العربي، بعد الأفعال الإرهابية المتكررة التى نفذتها إيران ضد أهداف بحرية في خليج عمان، في الوقت الذي اعتبرت تقارير غربية أن المواجهة بالنسبة لطهران، فقد دخلت مرحلة عض الأصابع، وهي مرحلة اللاسلم واللاحرب، وهي الأخطر على الوضع الداخلي، في ظل تشديد العقوبات المفروضة عليها.

كذب الاستدعاء

وعلى الرغم مما أشاعته إيران كذبا عن استدعائها للسفير البريطاني روب ماكير، على خلفية تأييد بلاده الموقف الأميركي، فقد كشفت صحيفة "صنداي تايمز" أن بريطانيا قامت بإرسال قوات مارينز ملكية خاصة إلى الخليج العربي، لحماية السفن الحربية البريطانية، عقب الهجوم على ناقلتي نفط الأسبوع الماضي.

وأكدت مصادر عسكرية للصحيفة، وجود 100 جندي من المارينز متمركزين بالقرب من بليموث، سيشكلون قوة رد فعل سريع من قاعدة بحرية بريطانية جديدة في البحرين.

اعتداءات سابقة

ولم يمنع الغضب الإيراني وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، ليؤكد في بيان له، أن "لإيران سوابق بالاعتداء على ناقلات النفط، إن تقييمنا الخاص قادنا إلى الاستنتاج بأن مسؤولية هذه الهجمات تقع بصورة شبه مؤكدة على إيران، وهذه الهجمات الأخيرة استمرار لنمط سلوك إيراني، يقضي بزعزعة الاستقرار، وتشكل خطرا كبيرا على المنطقة".

لا نريد الحرب

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس: إنه على الرغم من أن إيران مسؤولة "بلا شك" عن الهجمات التي استهدفت ناقلتين الأسبوع الماضي، إلا أن الولايات المتحدة لا تريد حربا مع طهران.

وفي مقابلة مع برنامج "فوكس نيوز صنداي"، أضاف بومبيو "بذل الرئيس كل ما في وسعه لتجنب الحرب، لا نريد الحرب"، في إشارة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

لكنه أضاف أن واشنطن ستضمن حرية الملاحة عبر ممرات الشحن الحيوية، وقال "ستتأكد الولايات المتحدة من اتخاذ كل الإجراءات الضرورية الدبلوماسية وغير الدبلوماسية، لتحقيق تلك النتيجة".

النظام لا يرتدع

وأجمع العديد من السياسيين أن النظام الإيراني لن يرتدع، إلا بضربة تقصم ظهره، إذ طالب السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام عضو مجلس الشيوخ الأميركي الرئيس دونالد ترمب، باتخاذ موقف صارم ضد تهديدات إيران، واقترح مجموعة من الإجراءات، التي قال إنها سوف ترسل رسالة إلى إيران بعدم التدخل في خطوط الشحن بالخليج، منها إغراق سفن من البحرية الإيرانية، ومهاجمة أحد مصافي التكرير الإيرانية، لافتا إلى أن إيران إذا لم تتلقَ إشارة جلية لا لبس فيها، فسوف تكرر الأمر.

اختبار جدية ترمب

وفسر بعض المراقبين الاعتداءات الإيرانية على السفن في الخليج للمرة الثانية بأنه محاولة من النظام لاختبار جدية الرئيس الأميركي دونالد ترمب في التعامل معه، وهو ما اتفق معه السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، حينما قال إن الإيرانيين يختبرون الرئيس ترمب، بعد أن خرج من الاتفاق النووي وفرض عقوبات قاسية عليهم، فيما اقترح أحد السياسيين البدء بإرسال العسكريين البحريين لمرافقة الشحن التجاري في مضيق هرمز.

العقوبات وتصفير النفط

وربط العديد من المحللين وكتاب الأعمدة بين التوتر الحالي في الخليج وتصريحات قادة إيران وشعارهم "إذا لم يصدّر نفطنا فكل نفط المنطقة لن يُصدّر"، وذلك ردا على العقوبات الأميركية على النظام، بعد خروج واشنطن من الاتفاق النووي، وهو التهديد الذي تزامن مع تشديد العقوبات عليها عقب إلغاء الولايات المتحدة، للإعفاءات التي كانت أعطتها لثماني دول لشراء النفط الإيراني، في إطار سعيها لتصفير تصدير النفط الإيراني.

مرحلة عض الأصابع

واعتبرت "بي بي سي" في تقريرها أنه بالنسبة لطهران، فقد دخلت المواجهة مرحلة عض الأصابع، وهي مرحلة اللاسلم واللاحرب، وهي الأخطر على الوضع الداخلي في ظل تشديد العقوبات المفروضة عليها، ولأن الهدف العلني للرئيس الأميركي دونالد ترمب هو تغيير سلوك النظام وليس تغييره، وقد استفاد من الأيام الماضية لإرسال رسائل واضحة للقيادة الإيرانية، من خلال ممارسة سياسة العصا والجزرة مع طهران.

إجراءات مقترحة ضد إيران

- إجراءات حاسمة ضد طهران تمنعها من تكرار اعتداءاتها على الملاحة البحرية

- إرسال العسكريين البحريين لمرافقة الشحن التجاري في مضيق هرمز

- مواقف صارمة ترسل رسالة إلى إيران بعدم التدخل في خطوط الشحن بالخليج