يتجه التشكيليون لتأسيس أكاديمية متخصصة في الفنون التشكيلية في الأحساء، وتحديدا في الرسم الواقعي، ويجري حاليا الترتيب للحصول على التراخيص النظامية لتأسيس الأكاديمية، والبدء في أعمالها التعليمية والتدريبية «النظرية، والتطبيقية»، خلال الفترة المقبلة، بمستويات تعليمية وتدريبية متفاوتة، تستهدف كافة الفئات العمرية للجنسين «الذكور والإناث»، وكذلك تستهدف غير الموهوبين في الفنون التشكيلية.

كلنا رسامون

جاء ذلك على هامش افتتاح مدير جمعية الثقافة والفنون في الأحساء علي الغوينم، والتشكيلي السعودي حسين المحمد، لفعاليات: المعرض الواقعي الأول لمجموعة (كلنا رسامون) في صالة الفنون البصرية بمقر الجمعية.

وأضاف تشكيليون مشاركون في المعرض لـ"الوطن": أن هذا المعرض هو بمثابة تصحيح للحركة التشكيلية في الأحساء، التي تمتد لأكثر من 70 عاما مضت، وفي الفترة الأخيرة من الجيل الجديد اتجهوا مباشرة إلى المدارس التشكيلية الأخرى، وهجروا المدرسة الواقعية، معتبرين أنه من الخطأ انغماس التشكيلي في المدارس الأخرى، دون أن يصل أو يتعلم الأسس الصحيحة للمدرسة الواقعية، واقترحوا خطة مكونة من 3 مراحل أكاديمية لتعليم وتدريب المدرسة الواقعية، وتوفير مقررات بمستوى فني عال في الأكاديمية.

مراحل أكاديمية

المرحلة الأولى تضم أسس النقل وتوزيع الظل والنور، من خلال تعلم النقل الدقيق للخطوط وتبسيط الأشكال، ومن ثم التوزيع الصحيح لدرجات الظل لمنحه التجسيم المطلوب، وتنفيذه بالأقلام الرصاص.

والمرحلة الثانية تعلم المنظور، من خلال دراسة قواعد المنظور، وكيفية تغيير أحجام الأجسام، مقارنة بما حولها في الفضاء، بهدف تدريب العين على التفكير بشكل ثلاثي الأبعاد.

وأخيرا بدء العمل بالألوان، وتحديدا باللون الرمادي، ويعتمد على طبقة أولى من لون أحادي، يتم فيها التركيز على الظلال وتوزيع الدرجات بدقة، ومن ثم طبقة التلوين بوضع درجة اللون القابلة لدرجة الظل بالطبقة الأولى.

المدرسة الواقعية

وقال منسق المعرض ماهر الحمود لـ"الوطن": إن الركن الأكاديمي للمعرض، أكد أن المدرسة الواقعية، هي تصوير كل ما تراه العين بدقة وتفاصيل، ويعتمد التعليم الأكاديمي على تقسيم مراحل الرسم الواقعي لخطوات منفردة سهلة، ومن أهم قواعدها عدم الانتقال للخطوة التالية إلا بعد فهم وإتقان الخطوة السابقة اتقانا تاما، لذلك يقضي الطلاب بالأكاديمية قرابة 3 أعوام كأقل تقدير، ليعطي كل مرحلة حقها في كل عام، موضحا أن فناني المدرسة الواقعية لم يرسموا المناظر الطبيعية فحسب، بل اتجهوا إلى تصوير الحياة اليومية ونتائج الأزمات الاجتماعية.

وبيّن الحمود، أن المعرض يعتبر هو الأول من نوعه في الأحساء، وتتمحور فكرته حول إبراز الأعمال التشكيلية للمدرسة الواقعية، والتأكيد على أنها هي الأساس لانطلاق المدارس التشكيلية والاتجاهات المتفرعة منها كونها الأم، وشارك فيه 180 تشكيليا وتشكيلية، بواقع 100 لوحة تشكيلية فردية وجماعية، وجرى الفرز النهائي واختيار الأجدر منها، وعددها 60 عملا ولوحة وذلك بواسطة لجنة متخصصة مكونة من 3 تشكيليين، وهم: محمد المحمد، زهرة الأمير، وخيرية السدران، ويشتمل المعرض على مكتبة متخصصة بالفنون التشكيلية المختلفة.