أحياناً نسمع من المتابع العادي طرحا فنيا سهلا يصب في خانة الصواب، وقد يختصر ما يدونه المدربون في تقارير تتجاوز عشرات الصفحات، ولعل من أجمل الأطروحات التي سمعتها عندما وصف أخي الأصغر (ناصر الجحلان) مشاكل الأندية الفنية بأنها أشبه بالأمراض التي تصيب الإنسان، وبالتالي حينما يحسن الطبيب تشخيصها ويضع العلاج المناسب تتعافى وتكون بأحسن حال، وضرب مثلا بفريق الهلال، فعلته منذ عقود خلت مكشوفة ولا تحتاج لخبير لتفكيك طلاسمها، والأكيد أنه يعاني من غياب اللاعب المترجم للأهداف، ومن خلفه آخر يمتلك قدما قوية يفك تكتل الخصوم، وما يؤكد تلك الحقيقة حينما كان يلعب في الصفوف الزرقاء الثلاثي الأجنبي (بصير وسيرجو والكاتو) حقق الفريق أكثر من بطولة آسيوية ومحلية، وبعد اختفاء رأس الحربة الهداف عانى كثيراً في العديد من المواجهات وتحديداً حينما يتكتل الخصم في ملعبه.

بعيداً عن إشكالية الهلال... الفرق السعودية حالياً على عتبة موسم جديد وطبيعي أن هناك تغييرات في العناصر الأجنبية، كل يسعى لجلب الأفضل الذي يسد الاحتياج، ومن يختار العنصر المؤهل سيكون النتاج داخل الميدان، ويتعين على المسؤولين ترتيب أوراق العناصر الأجنبية واختيار المدرب الكفء الذي يتناسب مع المرحلة المقبلة، خاصة وأن الموسم الجديد سيفتتح مبارياته بالمواجهات الآسيوية، والأهلي الهلال تتشابه ظروفهما في حين أن هناك استقرارا نصراويا اتحاديا، وأعتقد أن الهلال سيقع في مغبة التخلص من عناصر أجنبية عديدة تم إعارتها وعادت ولا يحتاج لخدماتها، لأن هناك مواقع تتطلب تواجد لاعبين أفضل إمكانات، الهلال والأهلي في سباق مع الزمن لترتيب أوراق مجلس الإدارة الجديد قبل فتح ملفات المدربين والعناصر الأجنبية، وفي تصوري أن وجود يوسف عنبر بالأهلي وفهد المفرج بالهلال سيختصر أشياء كثيرة لمعرفتهما التامة بأسرار كل فريق واحتياجه، وبالتالي فإن المفرج وعنبر الأهم في مثل هذا التوقيت لتحديد مستقبل الفريقين قبل مواجهة كسر العظم التي لا تحتمل التفريط.