التوترات الشرق أوسطية الأخيرة حول إيران والحشد الأميركي جلبت الكثير من التحليلات السياسية والعسكرية، ومن هو الخاسر أو الفائز فيها. وكالعادة يحاول أعداء الوطن تشكيل بلبلة حول كل إنجاز سعودي، ومحاولة إظهار المملكة بمظهر الخاسر الذي لم يستطع تحقيق أهدافه على أقل تقدير. وفي نظرة متأنية وفاحصة ندرك كذب تخرصات الأعداء. سياسيا نجاح المملكة ليس فقط في طريقة تنظيم القمم بل وفي طريقة إخراجها والحصول على قرارات ومواقف تؤيد توجهات المملكة.

حيث اتضح للعالم الإسلامي بعد أن وضعت في قلب الحدث وبالأدلة التعديات الإيرانية على أمن المملكة ومصالحها، وحشرت إيران في زاوية أضيق مما كانت فيها مما زاد في عزلتها. وبالتالي فإن إيران لن تتمكن من الاستمرار في بث أكاذيبها وتحوير الأمور، وإبعاد التهم عنها كما كانت تفعل سابقا أمام دول العالمين الإسلامي والعربي. كما أن ربيبتها قطر تعرت أمام الجميع، واتضح النقص الشديد لفيتامين السيادة لديها، فهي باتت محتلة مكانا وقرارا ورهينة لتوجهات أحزاب وحركات لا تقيم لمصلحة المواطن القطري أي قيمة. عسكريا استفادت المملكة من شراء أسلحة متطورة من الولايات المتحدة الأميركية، دون أخذ موافقة الكونغرس، وهذه تعتبر نقطة في غاية الأهمية، أفقدت الأعداء عقولهم، فحصول أي دولة على أسلحة يجعلها في موقع أفضل لفرض أمنها ورؤيتها السياسية وحفظ مصالحها القومية. وفي الطرف المقابل تعاني إيران من كوارث اقتصادية ومالية، وفقدانها إيرادات تقدر بالمليارات بسبب العقوبات الأميركية، التي أثرت على قطاعات النفط والمعادن والنقل، وبالتالي ضعفت قدرتها على إدارة وتمويل ميليشياتها بشكل كبير. السماح بإعادة الانتشار العسكري الأميركي في بعض دول الخليج مكسب سياسي وأمني إستراتيجي، حيث ساهم هذا الانتشار في حفظ الأمن الدولي، وتمكنت العديد من الدول من الالتفات لخططها التنموية، وما اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا إلا أمثلة واضحة على ذلك. وهكذا فمملكتنا من نصر إلى نصر سياسيا وعسكريا وإستراتيجيا.