إن واقع اختيار القيادات الحكومية السعودية بحاجة لإعادة نظر، وإيجاد نموذج فعال موحد لاختيار القادة في الصف الأول والثاني والثالث، لا يكون فيه رأي القائد الأول في المنظمة إلا استئناسا.

إن الثقافة التنظيمية الحكومية الحالية في شأن القادة ما زالت مثل ما هي منذ زمن، فعلى الأقل، وكما يعلم كثيرون فإن الترشيح ربما هو الوسيلة الوحيدة لاختيار القادة في القطاع الحكومي، وهذا لا يعني أنه من خلال الترشيح قد لا يظهر لنا قادة بارعون، بل هم قد ظهروا كثيرا، لكن الإشكالية في هذه الآلية أننا في حقيقة الأمر بشر، ويدخل أحيانا من باب الترشيح اعتبارات عاطفية كثيرة في اختيار قيادة حكومية، ومن خلال اختيار قائد واحد بهذا الشكل فإن هذا الشرخ يتسع، فهذا الذي تم ترشيحه بهذا الشكل سوف يؤدي واجباته تجاه مراعاة اعتبارات ترشيحه، وهنا تتم مخالفة القانون وتضيع الفرص على من يستحق فعلاً في تلك المراكز القيادية في الصفين الثاني والثالث.

لا شك أن تنظيم مثل هذا الأمر هو في حقيقة الأمر صعب، وصعب للغاية، إذا ما تفهمنا طبيعة مجتمعنا السعودي الصحراوي القائم على التحالفات والفزعات، فهذه الأمور مؤثرة، وحتى وإن عشنا في دولة متقدمة كالسعودية اليوم، إلا أننا نظل أبناء الصحراء، والصحراء بنا متغلغلة بالتراكمات النفسية المتوارثة فينا.

ومع الرؤية الوطنية 2030 المباركة، فإن إيجاد نموذج فعال لاختيار القيادات هو أمر هام للغاية، وفي صلب رؤية المملكة 2030، وهذا ما يضطلع به حاليا والقائمون عليه يعملون ليل نهار وهو مركز إعداد وتطوير القيادات الإدارية بمعهد الإدارة العامة بالرياض، فالمركز يقيم الحلقات والندوات في سبيل توعية المسؤولين حول مهامهم القيادية، ويحاول إيجاد نموذج فعال لكن جهوده لن تكفي دون إستراتيجية واضحة على مستوى الدولة، وكذلك دعم المركز بصلاحيات كبيرة ليقوم بدوره المأمول على أكمل وجه.

حفظ الله الوطن والملك وولي عهده الأمين.

@AALJAIED