يعتقد 55.2% ممن شاركوا في استطلاع رأي إلكتروني طرحه المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف «اعتدال»، أن استخدام الأطفال من قبل التنظيمات الإرهابية للقيام بأدوار مختلفة قد ازداد خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مقابل 16.59% يعتقدون أنه قلّ عن السابق، و28.82% أبدوا عدم معرفتهم.

5 ولايات للتنظيم

أشار المركز في سياق دراسة حديثة إلى قيامه برصد وتحليل 100 إصدار مرئي صادر عن خمس ولايات للتنظيم هي: الرقة، الخير، البركة، الجزيرة، والفرات، خلال الفترة من 2014 إلى 2017، تبين منها أن هدف التنظيم الرئيس هو الإيحاء بأن «هؤلاء هم أجيال التنظيم القادمة».

وأضاف التقرير: أما فيما يتعلق بأدوار الأطفال في مقاطع الفيديو، أوالإصدارات المختلفة محل الدراسة، فتنوعت بين «إقامة حد - حمل سلاح - تدريبات عسكرية - نشر خطابات تحريضية على ألسنتهم»، وتبين أن «38% من محتوى الإصدارات ضم مشاهد أطفال 167 مشهدا، 30% منها كانت عنيفة 50 مشهدا، 9 مشاهد إقامة حد، 6 مشاهد حمل سلاح، 20 مشهداً لتدريبات عسكرية، 15 مشهداً خطاباً تحريضياً».

تجنيد القُصّر

لفت الدراسة إلى أن كثيرا من الدراسات حول الأطفال والمراهقين في دعاية داعش من 2015 إلى 2016، قد بينت وجود ارتفاع كبير في وتيرة حشد أوتجنيد القُصّر في صفوف عناصر التنظيم المسلحة، وتضاعف عدد العمليات الانتحارية الموثقة التي نفذها أطفال ثلاث مرات خلال فترة الدراسة.

وأرجعت الدراسة هذا الارتفاع إلى زيادة الضغوط الأمنية الشديدة على داعش، ومحاولة التنظيم مواجهة هذه الضغوط عسكرياً، والتكيف معها تكتيكياً، بغرض التأثير على الحالة المعنوية للقوات التي تواجهها.

الخطف والتجنيد

لفتت الدراسة إلى أن إستراتيجية داعش ترتكز في عمليات التجنيد على أساليب عدة تتبعها التنظيمات الإرهابية كافة، منها اختطاف الأطفال من عائلاتهم، أومن مخيمات اللاجئين، أو دور الأيتام، ثم عزلهم، وتجنيدهم بالقوة، أو قتلهم في حالة الرفض. ومن الأمثلة على ذلك، استهداف التنظيم للأيزيديين في جبل سنجار أغسطس 2014، والذين قدرت الأمم المتحدة والمسؤولون الأكراد عددهم بـ400 ألف, وبحسب دراسة واسعة النطاق، فإن أولئك الذين قُتلوا وصل عددهم إلى نحو 9 آلاف و900 فرد، فيما بلغ عدد من تم اختطافهم نحو 6 آلاف و800 مُختطف، يُشكل الأطفال دون سن الرابعة عشرة منهم نسبة تبلغ نحو 33.7%.

العزل الاجتماعي

اعتبرت الدراسة أن إغلاق العديد من المدارس بسبب الحرب الأهلية في سورية، واحتلال داعش لبعض مناطقها، أدى إلى فراغ ليس فقط في أماكن التعليم، بل حتى في المناهج الدراسية والأنشطة الاجتماعية للأطفال والمراهقين.

وعلى النقيض من ذلك، عمدت داعش إلى إلزام ذوي الأطفال في مناطق سيطرتها بإحضار أطفالهم إلى المدارس، ورفض أساليب التعليم في المنازل لفقدانها القدرة على مراقبتهم أو تجنيدهم. ورغم تقديم المعلمين دروس التنظيم المزعومة، إلا أن داعش تعتمد بشكل كبير على الأطفال أنفسهم لترويج إيديولوجيتها، مثل ترويجها لما يمكن وصفه بـ«صيحات موضة» في المدارس والمنازل والشوارع، حيث تُقدّم داعش على أنها مصدر للسلطة والازدهار لا يمكن للمواطنين العاديين الوصول إليه خاصة الأطفال أوالمراهقين.

الحوكمة الداعشية

أكد المركز أن داعش تسعى إلى تعزيز حضورها عبر مزاعم وممارسات حوكمة، تدفع جميعها في اتجاه اعتبارها دولة وليس تنظيماً متطرفاً. وفي هذا السياق عانت القطاعات كافة في أماكن سيطرتها من تأخر وتراجع كبير في مؤشراتها، من أهمها التعليم الذي تضرر بشكل خاص في سورية والعراق، حيث أغلقت نتيجة الصراع الدائر في سورية على سبيل المثال أكثر من ربع المدارس في الدولة، ما أدى إلى ارتفاع معدل الأمية بها بنحو 2.8 مليون طفل محروم من التعليم.

لماذا الأطفال؟

أهداف تشغيلية

يمكن توظيف الأطفال في حمل الأسلحة أو القذائف الخفيفة مثل القنابل اليدوية.

أهداف إيديولوجية

الأطفال سريعو الالتزام، يظهرون الولاء في وقت أقل، ويسهل تلقينهم، وتتميز مفاهيمهم ومعتقداتهم بالبساطة، ما يسهل تراجعهم عنها أو تغييرها.