تواصلت أمس ردود الفعل على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بوقف الهجوم على مواقع إيرانية، إثر إسقاط طهران لطائرة درون أميركية، وقالت تقارير إن مصالح واشنطن في المنطقة والعالم، إلى جانب قرب الانتخابات الرئاسية، دفعتا ترمب لوقف الهجوم على إيران، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تركز سياستها حاليا مواجهة التمدد الصيني إلى جانب الطموحات الروسية في شرق أوروبا، ومن ثم فهي لا تريد الانشغال بحرب في منطقة الشرق الأوسط، وكان الرئيس ترمب قد أعلن في وقت سابق أنه ألغى ضربة لإيران قبل فترة وجيزة من بدء الطائرات العسكرية الأميركية بتنفيذها، مؤكدا أنه اتخذ هذا القرار عندما أبلغ بأنه نتيجة للعملية العسكرية، سيقضي حوالي 150 إيرانيا.

الولاية الثانية

ذكرت وسائل إعلام أميركية أن الرئيس ترمب استجاب لنصائح مفادها أن الانتقام لطائرة أميركية بدون طيار أسقطها الإيرانيون سيكون ضربا من الجنون، إذ أن إقدام واشنطن على إشعال فتيل الحرب مع إيران، يعني أن يقول ترمب «وداعا لأي أمل في إعادة انتخابه سنة 2020»، وأشارت وسائل الإعلام إلى أن ترمب دخل زمن التحضير لخوض الاستحقاق الرئاسي لولاية ثانية، وقد ساهم ذلك في استبعاد الضربة، على اعتبار أنّ إرسال الجنود الأميركيين للقتال هو خيار يقلّص من شعبيته، ويضعف من قدراته الانتخابية.

تمدد الصين

قال محللون سياسيون إن وقف الهجوم أكد أن الولايات المتحدة لا تريد إلهاء نفسها في خوض حرب تبدأ في الشرق الأوسط، ولا يمكن تقدير نهايتها في وقت تتمدد فيه الصين بشكل هائل، وتحديدا مناطق المحيط الهادئ أيّ في الجغرافيا، التي تبني فيها الصين قدرات عسكرية هائلة، كما أنّ ثقل التجارة العالمية والاقتصاد العالمي يتمركزان في المحيط الهادئ، وبالتالي رأت الإدارة الأميركية أنّ التصعيد العسكري مع إيران لن يفيدها، في وقت يثبت سلاح العقوبات أنّه قادر على تضييق الخناق حول إيران من الداخل، وجعلها تخضع للشروط الأميركية من دون الحاجة إلى مواجهتها عسكريا.

هاجس روسيا

أوضح المحللون أن لدى الولايات المتحدة أيضا هاجس تمدّد روسيا باتجاه أوكرانيا، ومحاولة توسيع رقعة نفوذها باتجاه أوروبا الشرقية، من هنا التركيز الأميركي يتجه نحو وضع الثقل في صراعهم مع كلّ من الصين وروسيا، ولا يحبذون الدخول في ملهاة، ولو أنّ الموضوع الإيراني أيضا مهم بالنسبة لهم، ولكنّه ليس في قائمة الأولويات».

لا وسيط

نفت الخارجية الأميركية، صحة التقارير التي تحدثت عن إرسال واشنطن رسالة إلى طهران على خلفية إسقاط طائرة مسيرة أميركية، ووصفت تلك التقارير بأنها دعاية إيرانية، وكتبت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورجان أورتاجوس عبر «تويتر» مساء أول من أمس «التقارير التي تتحدث عن نقل رسالة إلى الإيرانيين، عبر قناة خلفية عمانية عارية عن الصحة تماما، وهي دعاية إيرانية بحتة»، وأضافت أنه «على إيران أن تواجه دبلوماسيتنا بالدبلوماسية»، وكان الجيش الإيراني قد حذر الولايات المتحدة من أن أي هجوم على أراضي إيران، معتبرا أن الهجوم ستكون له عواقب مدمرة للمصالح الأميركية في المنطقة.

جهود بريطانية

في سياق متصل، يزور وزير دولة في الخارجية البريطانية إيران، اليوم ، ليبحث مع مسؤولين إيرانيين، التوتر المتصاعد في الخليج، كما أعلنت أمس، الخارجية البريطانية، وسيطلب وزير الدولة المكلف ملف الشرق الأوسط أندرو موريسون «خفض حدة التوتر بصورة عاجلة» في هذه الأزمة، وقالت الخارجية البريطانية في بيان إنه سيعرب أيضا عن قلق لندن «لسلوك طهران في المنطقة وتهديدها بوقف الالتزام بالاتفاق النووي الذي تبقى بريطانيا ملتزمة به كليا».

أسباب وقف الهجوم

بدأ ترمب التحضير لخوض الاستحقاق الرئاسي لولاية ثانية

لا تريد أميركا إلهاء نفسها في حرب لا يمكن تقدير نهايتها

تمدد الصين بشكل هائل وثقلها الاقتصادي الكبير

لدى الولايات المتحدة هاجس تمدّد روسيا باتجاه أوروبا الشرقية