قالت تقارير دولية إن الأمر التنفيذي، الذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لوزارة الدفاع بشن هجمات إلكترونية متتابعة لأنظمة وحواسيب إيران، هو بمثابة تمهيد لإحداث شلل تام لأنظمة الدفاع، التي تستخدمها إيران لمقاومة الضربات العسكرية المحتملة، بدليل أن ترمب صرح بأنه لم يتراجع عن الضربة العسكرية، وإنما قام بإيقافها في الوقت الراهن، وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد نقلت عن مصادر قولها إن ترمب أصدر أمرا للبنتاجون هذا الأسبوع بشن ضربات إلكترونية أسقطت شبكات الكمبيوتر الإيرانية، المستخدمة للسيطرة على إطلاق الصواريخ، وذلك بعد أن أسقطت إيران طائرة استطلاع أميركية بدون طيار قالت: إنها تنتهك مجالها الجوي، وقالت المصادر إن الضربات الإلكترونية، التي وقعت ليلة الخميس ضد الحرس الثوري، يمكنها أن تهدد شبكات الإنترنت في إيران بشكل كبير، وتحافظ في نفس الوقت على الناقلات الأميركية، وإمدادات النفط في منطقة الخليج.

الموقف الهجومي

في غضون ذلك، قال تقرير لموقع "cnet" إن الجيش الأميركي بإمكانه أن يغرق سفن الحرس الثوري المعادية كل 24 ساعة إذا لزم الأمر عبر الهجمات الإلكترونية، وأوضح التقرير أن "القيادة السيبرانية الأميركية" انتقلت من موقف دفاعي إلى موقف هجومي، وذلك بموجب قانون الترخيص العسكري الذي أقره الكونجرس في عام 2018، والذي يعطي الضوء الأخضر لردع أي "نشاط عسكري سري" في الفضاء الإلكتروني حماية ودفاعا عن المصالح الأميركية، وتعد الهجمات الإلكترونية وسيلة للضغط على العدو وإصابته بالشلل التام، تمهيدا للضربة العسكرية أو الاجتياح البري أو البحري، وهي فعالة بشكل كبير، باعتبار أنها تشل أنظمة العدو، التي يستخدم فيها التقنيات الحديثة.

واختارت إيران العزلة الدولية مؤخرا، حيث عدّلت العديد من شركات الطيران حول العالم من مساراتها الجوية، بسبب ما قال مطلعون إنه تجنبا للمجال الكهرومغناطيسي المحيط بها، والذي قد تتأثر بسببه أنظمة الملاحة لشركات الطيران وتصاب بالتشويش.

الحرب الإلكترونية

بحسب محللين، يعتمد صانعو حروب الجيل الخامس على استخدام التقنيات الحديثة، التي تتراوح ما بين القوة المسلحة، كالصواريخ المضادة للدروع، والعمليات الانتحارية، ونصب الكمائن، والأعمال الإرهابية، إلى جانب التقنيات الإلكترونية، التي تعد لاعبا أساسيا، ويجري تحريكها بحسب أهداف سياسية لدول أخرى، ويرى الخبراء أن من أسباب ظهور حروب الجيل الخامس، هو تطور وسائل الإعلام، حيث يتم استغلالها في إدارة العلاقات بين الدول، وصناعة رأي عام معارض للسلطة السياسية في الدولة، وذلك لإضعاف قدرتها على الضبط والتحكم في العلاقة بين المجتمع والدولة، كما أن تكلفة مثل هذه الحروب تكون أقل كلفة من استخدام القوة العسكرية، لأنها تعمل على استنزاف القوة الاقتصادية للدول.