فيما ترتفع أعداد الأطفال المصابين بالتوحد، حدد دكاترة من جامعة فلوريدا الوسطى، التغيرات الجزيئية التي تحدث عندما تكون الخلايا الجذعية العصبية معرضة لمستويات عالية من الأحماض، الموجودة عادة في الأطعمة المعالجة.

وفي الدراسة التي تم نشرها في 9 يونيو في المجلة العلمية Scientific Reports، اكتشف الباحثون كيف أن المستويات المرتفعة من حمض البروبيونيك (PPA)، المستخدم لزيادة صلاحية الأطعمة المغلفة والموجود في الأجبان والمخبوزات المعالجة تجاريا، تقلل من نمو الخلايا العصبية في أدمغة الأجنة.

الأمعاء والدماغ

قام بالدراسة الدكاترة صالح ناصر، ولطيفة عبدلي، والباحثة المساعدة أصيلة، وبدأ بالدراسة الدكتور صالح بعد أن كشفت تقارير بأن الأطفال المصابين بالتوحد عادة يعانون من مشاكل في المعدة مثل متلازمة القولون العصبي، وتساءل بخصوص إمكانية وجود رابط بين الأمعاء والدماغ، وبدأ بدراسة كيف لبكتيريا المعدة أن تختلف بين الناس المصابين بالتوحد وهؤلاء غير المصابين بهذا المرض.

إعاقة قدرة الدماغ

في المختبر، اكتشف العلماء أن تعرض الخلايا الجذعية العصبية لكميات عالية من حمض البروبيونيك يسبب أضرارا على الخلايا الدماغية بعدة طرق: أولا، يسبب الحمض في اضطراب بالتوازن العصبي بين الخلايا الدماغية عن طريق تقليل عدد الخلايا العصبية والإفراط في إنتاج الخلايا الدبقية، بينما تساعد الخلايا الدبقية على نمو وحماية الوظيفة العصبية، إلا أن الكثير جدا منها يسبب اضطرابا في التواصل بين الخلايا العصبية، كما أنها كذلك تسبب الالتهاب، والذي قد تمت الإشارة إليه في أدمغة الأطفال المصابين بالتوحد.

بالإضافة إلى أن الكميات المفرطة من الحمض تقصر وتضر المسارات التي تستخدمها الخلايا العصبية للتواصل مع بقية أجزاء الجسم.

واجتماع انخفاض الخلايا العصبية مع المسارات التالفة كليهما يعوقان قدرة الدماغ على التواصل، مما يؤدي إلى سلوكيات عادة توجد لدى الأطفال المصابين بالتوحد، بما في ذلك السلوكيات المتكررة، ومشاكل الحركة، وعدم القدرة على التفاعل مع الآخرين.

الدراسات السابقة

تشير الدراسات السابقة إلى وجود روابط بين التوحد والعوامل البيئية والجينية، ولكن الدكاترة ناصر وعبدلي يقولون بأن دراستهم هي الأولى التي تكشف الرابط الجزيئي بين المستويات المتصاعدة من حمض البروبيونيك، وانتشار الخلايا الدبقية، والدوائر العصبية التالفة والتوحد.

زيادة الحمض

أوضح الباحثان ناصر ولطيفة أن "حمض البروبيونيك يتواجد بشكل طبيعي في المعدة، وتغيرات الميكروبيوم في الأم التي تحدث أثناء فترة الحمل قد تسبب زيادة في الحمض، ولكن تناول الأطعمة المغلفة التي تحتوي على الحمض قد تزيد أكثر من حمض البروبيونيك في معدة المرأة، مما يصل إلى الجنين بعد ذلك".

الاستنتاجات النهائية

ذكر الباحثون أنه لاتزال هنالك حاجة إلى المزيد من الدراسات قبل أن نضع الاستنتاجات النهائية الإكلينيكية، وفي المرة القادمة، سيحاول فريق الدراسة أن يتأكد من صحة النتائج في نماذج الفئران عن طريق رؤية إذا ما كانت نظام الأم الغذائي، الذي يحتوي على حمض البروبيونيك يسبب التوحد لدى الفئران المستعدين جينيا لهذا المرض.

أضرار الكميات العالية من حمض البروبيونيك على الخلايا الدماغية:

1-حدوث اضطراب في التوازن العصبي بين الخلايا الدماغية، عن طريق تقليل عدد الخلايا العصبية، والإفراط في إنتاج الخلايا الدبقية.

2-الإفراط في إنتاج الخلايا الدبقية يؤدي إلى اضطراب في التواصل بين الخلايا العصبية والالتهاب.

3-تضر الكميات المفرطة من الحمض المسارات التي تستخدمها الخلايا العصبية للتواصل مع بقية أجزاء الجسم.