فيما كشفت إيران مؤخرا النقاب عن نظام صواريخ الدفاع الجوي المحلي (15 خرداد)، التي تعمل على تتبع الأجسام الخفية من مسافة 85 كيلومترا، والاشتباك على بعد 45 كيلومترا، ويكون قادرا على الاشتباك مع ستة أهداف في وقت واحد، أكد تقرير الحالة الإيرانية لشهر مايو 2019 الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» أن جميع رادارات وصواريخ (أرض – جو) في ترسانة نظام الملالي هي نسخة من ابتكارات أجنبية، تفتقر إلى القدرة الفعالة على الاشتباك وتدمير الأجسام.

قدرة أنظمة الدفاع الإيرانية

لفت التقرير الذي اطلعت عليه «الوطن»، إلى أن نطاق وقدرة أنظمة الدفاع الإيرانية ما زالتا مبالغا فيهما، حيث كانت طهران تنتظر تسليم روسيا لأنظمة الدفاع الجوي (إس- 300)، التي اتفق عليها عام 2005، لكن موسكو لم تسلمها بسبب العقوبات، التي فرضها مجلس الأمن على إيران عام 2010.

وكان وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي قد قال في حفل إطلاق صواريخ (15 خرداد): إن إيران ستعزز قدراتها العسكرية لحماية أمنها ومصالحها الوطنية، وإنها لا تحتاج إلى إذن من أحد، فيما شكك خبراء الأسلحة المختلفون فيما أورده حاتمي، معتبرين ما تسميه إيران صواريخ «صياد 3» يشبه صواريخ «هوك» الأميركية، التي استوردها الشاه في عهده.

موقف إيران التقليدي

أكد خبراء أنه حتى إذا لم تدخل الولايات المتحدة في حرب، فإن موقف إيران التقليدي سيبقى دفاعيا، ومع ذلك قد تستغل دول الخليج العربي هذه الفرصة لقمع القدرات الهجومية الإيرانية وإبادة أنظمة الإنذار المبكر ووحدات القوات الجوية، وربما لا تهزم طهران دون إلحاق بعض الخسائر بالقوات الجوية المنافسة، ويعتمد هذا على مدى فاعلية تدريب الأفراد وتكامل منظومة الدفاع الجوي وقدرات القيادة والسيطرة والإنذار المبكر.

إحياء الاتفاقية مع روسيا

قال التقرير إنه بعد توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة في عام 2015 أمن لإيران إحياء الاتفاقية مع روسيا وسلم النظام الأسلحة أخيرا في يوليو 2016، ويمكن للإيرانيين التفاوض على نسخة مطورة من النظام (إس- 300- PMU2)، الذي ما زالت تفاصيله مبهمة. وتتيح التكنولوجيا الروسية لإيران الدفاع ضد الطائرات المتسللة والصواريخ الباليستية والطائرات دون طيار، كما أن وضعها في مدينة بوشهر الساحلية، حيث يوجد المفاعل النووي سيوفر لطهران تغطية رادارية لأجزاء من العراق والكويت والسعودية، كما أن نشرها بالقرب من مضيق هرمز يعطيها رصدا للحركة الجوية في المملكة وسلطنة عمان.

فضيحة إيران كونترا

تطرق التقرير إلى أن الصاروخ نفسه كان قد سلم إلى إيران من قبل إدارة ريجان، ضمن ما يسمى بفضيحة «إيران كونترا»، وأجرى الجيش الإيراني بعض التعديلات في نظام الإطلاق لكي يبدو نظاما محليا، كما أن صاروخ «صياد 3» ليس الوحيد الذي أجريت عليه مثل هذه التعديلات والتغيير في العلامة التجارية.

قدرات دول الخليج

أوضح تقرير المعهد الدولي للدراسات الإيرانية أنه بقدر ما تكون إيران عرضة لمجموعة كبيرة من الطائرات المقاتلة والصواريخ الأجنبية، فإن خصومها في الخليج كذلك، سيتراوح زمن الرحلة للصاروخ بين ثلاث إلى أربع دقائق، وهذا يتوقف على أي جزء من البلاد هو الهدف، ومع ذلك فإن خصومها العرب قاموا بترتيبات دفاعية ضد الأهداف الجوية، وتختبر أحدث أنظمة الدفاع الجوية الخاصة بهم يوما بعد يوم، بسبب الصواريخ والطائرات المسيرة الحوثية.

إسقاط الأجسام الاستطلاعية

منذ أن استولت إيران على الطائرة الأميركية دون طيار 170-RQ في ديسمبر 2011 أصبحت تطمح إلى إسقاط عديد من الأجسام الاستطلاعية الأجنبية، التي تطير عبر مجالها الجوي، وازدادت حماية الشعب والجيش الإيراني لامتلاك منظومات دفاع جوية قوية، وبالتالي تعمل طهران على تقوية وتوسيع قدراتها الدفاعية الجوية.

القيود المفروضة

بينت الدراسة أن جهود النظام الإيراني تركزت حول تعزيز قدرات الاستطلاع والاشتباك والتدمير في أنظمة الرادار والصواريخ الباليستية المحلية والمستوردة، وأضافت: «مع ذلك فإن سيناريو تصور مواجهة تهديد على الأرض يضع إيران في طرف المتلقي للضربات وقد عفا الزمن على قوتها الجوية التي تعد قليلة العدد».

وأشارت إلى أنه لا يوجد مخرج لإيران من المأزق بسبب القيود المفروضة على استيرادها للأسلحة والتزاما بالعقوبات، التي فرضها مجلس الأمن الدولي على إيران، تمنع الدول المصدرة للأسلحة من بيع الترسانة العسكرية الحديثة بما في ذلك الطائرات المقاتلة وأنظمة الدفاع الجوي لإيران، بينما يمتلك منافسوها الخليجيون أحدث الطائرات المقاتلة والصواريخ وأحدث أنظمة الدفاع الجوي.

التوجهات والسياسات الحاكمة

مع إدراك النظام الإيراني لخطورة الأزمة التي تمر بها حاليا ومحاولات الدبلوماسية الإيرانية لتقليل آثارها، فإن أداء هذا النظام خلال شهر مايو 2019 يظهر أنه لا تغيير جوهري سوف يحدث في إيران بشكل تلقائي، أو نتيجة لمراجعة للذات من النخبة الحاكمة، فما زالت التوجهات والسياسات الحاكمة للنظام الإيراني كما هي، على الرغم من تطبيق الحظر على صادراته النفطية وتلويح الولايات المتحدة باستخدام القوة، عبر تسيير قطعها البحرية صوب مياه الخليج العربي.

وضع الأنظمة الحربية الإيرانية حسب التقرير

جميع رادارات وصواريخ (أرض – جو) نسخ من ابتكارات أجنبية

تفتقر إلى القدرة الفعالة على الاشتباك وتدمير الأجسام

صواريخ «صياد 3» تشبه صواريخ «هوك» الأميركية مع بعض التعديلات

ترسانة طهران من الطائرات قديمة جدا وقليلة

الجهود الإيرانية ركزت على أنظمة الرادار والصواريخ الباليستية المحلية والمستوردة