لقد كان سيئاً جداً لدرجة أنها لم تستطع أن تغفر له، ورجته يوما أن يبقى بعيدا جداً عنها، لكن إبعاد أب سيئ لا يعني مطلقاً التخلص من آثار وجوده في حياة امرأة، لأن قلبها سيظل دائما يجهل معنى أن يكون الرجل جيداً ويجيد التعامل مع المرأة.

لذا انتهت بعد سنوات قليلة على باب السفارة البريطانية، تحمل طفلة صغيرة وترجوهم أن يعيدوهما إلى إسكتلندا بعد علاقة عنيفة مع رجل غير سوي، ترك على جسدها ندوب ضربه وبين يديها طفلة أخرى لأب سيئ آخر.

عاشت هي وطفلتها تحت رعاية والدتها، لكن الحزن كان لديه فصل آخر لم يتمه، حيث رحلت الأم وارتمت وهي في أوائل العشرين في عاصفة من الاكتئاب لم ينقذها منه سوى أنها أيقنت أن هناك حلاً أخيراً مع الحزن،

وهو أن ترسم له بقلمها طريق المضي بعيداً عنها، بكتابة الحكايا، فكان أول مشهد كتبته لهاري بوتر هو مشهد الروح التي تحاول حمايته من الأشرار، تلك الروح هي في الواقع روح أمها كما بينت في لقاء، سألتها المذيعة عن الرجل الجيد الذي عقد مع أحزانها عهداً على أن تمضي بعيداً ويبقى هو فقالت ببساطة «جعلني أبتسم».

لقد قابلته في مناسبة عامة واكتشفت أنها قادرة على الضحك معه والابتسام، فأيقنت أنه الرجل الجيد الذي لم تكن تعرف مسبقاً كيف يكون، لكن حين أطل وجعلها تبتسم وتضحك من أعماق قلبها أدركت أن الرجل الجيد لا يجعل النساء يبكين.

الرجل الجيد لا يجعل المرأة تصرخ لكن ربما صفق لصوتها النشاز وهي تغني.

الرجل الجيد ليس مرآة لنواقصنا التي نعرف أنها موجودة فينا، ولا نحتاج أن يخبرنا من نحب عنها، فالعالم فيه من الأشرار من يملكون قوائم لعيوبنا يخرجونها كلما نجحنا.

الشيء الذي لا يخبرني أحد عنه سوى من يحبني، الأشياء الجميلة في، والتي أرغب حقاً أن أسمع عنها وأدرك أنه يدركها كشريك وصديق ومساند،

وليس خصماً يحاول أن يؤكد لي أن حبه امتنان، وليس فرصة حياة له قبل أن تكون لها.