فيما يتعرض الكثير من السعوديين للإصابة بأحد الاضطرابات النفسية في مرحلة ما من حياتهم مع ضعف توفر العلاج، كشفت دراسة بحثية لمؤسسة الملك خالد الخيرية، أنه وباستخدام بيانات الناتج المحلي الإجمالي لعام 2018، يمكن تقدير خسارة 147 مليار ريال سعودي في المملكة كل عام؛ وذلك بسبب البطالة، والتغيب عن العمل، وضعف الإنتاجية وتكاليف الرعاية الصحية الجسدية الإضافية، إذ أن 45% من السعوديين يتعرضون للإصابة بأحد الاضطرابات النفسية، في مرحلة ما من حياتهم، ويرتفع معدل انتشار الاضطرابات النفسية بشكل أكبر بين النساء والشباب.

سنوات صحية

وفقا للدراسة البحثية التي اطلعت عليها "الوطن" بعنوان "العدالة عبر الأجيال نحو إطار وطني للازدهار"، فإننا نجد أن كل 100 ألف من سكان المملكة فقدوا 1889 سنة من حياتهم الصحية، بسبب الاضطرابات النفسية لعام 2017، ونجد أن المؤشر ارتفع من 1488 سنة من الحياة الصحية في عام 1990، فيما أن أمراضا مثل السكري والكلى تتسبب نسبيا بعدد أقل من الأعباء الصحية على السكان، وذلك مع مقارنة النتيجة في عام 2017، ونجد أن كل 100 ألف من السكان فقدوا 1074 سنة من حياتهم الصحية.

الوفاة المبكرة

استطاع التقرير العالمي لسياسات السعادة 2018، بعد تحليل موسع لأكثر من 200 دراسة علمية قارنت بين حالات الوفاة للمصابين بالاضطرابات النفسية مقابل غيرهم، بتقدير متوسط عدد السنوات المفقودة بسبب الوفاة المبكرة لكل شخص يتعرض للاضطرابات النفسية، فنجد أن المصابين بالفصام واضطراب ثنائي القطب يفقدون 10 سنوات، و5 سنوات مفقودة للمصابين بالتوتر والاكتئاب نتيجة الوفاة المبكرة

استجابة الحكومات

رغم التأثير الكبير للاضطرابات النفسية على المجتمع والاقتصاد، إلا أنها مازالت تعاني من ضعف الاستجابة من الحكومات، والعمل الخيري، والمعونات الدولية. ويصل هذا الضعف، مقارنة بالاستجابة المعطاة إلى غيره من القضايا الصحية، إلى درجة غير متكافئة، إذ تتسبب الاضطرابات النفسية بضعف الضرر الذي يسببه مرض الإيدز عالميا، ومع ذلك فهي تتلقى معونات أقل من 2% من المعونات المقدمة للإيدز، وهي 0.1 مليار دولار للاضطرابات النفسية، مقارنة بـ6.8 مليارات دولار للإيدز، ويرى الباحثون أن هذا التفاوت يعكس تمييز الحكومات حول العالم وشركات التأمين ضد الاضطرابات النفسية.

أكثر الأمراض عبثا

نجد أن الاضطرابات النفسية، حصلت خلال عام 2017 على الترتيب الرابع في تصنيف أكثر الأمراض عبثا في المملكة، متقدمة بذلك عن ترتيبها السابع في عام 1990م، وهو تصنيف عالمي من معهد المقاييس الصحية والتقييم IHME بجامعة واشنطن.

وثيقة الضمان الصحي

أشارت الدراسة إلى أن وثيقة الضمان الصحي التعاوني في المملكة تغطي الحالات النفسية الحادة الناتجة عن اضطرابات التفكير أو المزاج أو الإدراك أو القدرات العقلية، بشرط أن يكون اضطرابا شديدا يتسبب في خلل لأي وظيفتين من الوظائف التالية: حسن تقدير الأمور، السلوك الإنساني، القدرة على تمييز الواقع أو مواجهة متطلبات الحياة الاعتيادية، وتشمل التغطية تكاليف الحالات النفسية الحادة بحد أدنى 15 ألف ريال، وتكاليف الإقامة والمعيشة للمرافق بحد أقصى 150 ريالا لليوم، وإقامة وإعاشة للمريض حال حاجته بحد أدنى 600 ريال باليوم.

أكثر الاضطرابات النفسية انتشارا:

1- نوبات الهلع

2- الخوف من الأماكن العامة

3- الاكتئاب

4- الرهاب الاجتماعي

الحالات التي تغطيها وثيقة الضمان الصحي التعاوني في المملكة:

1- الحالات النفسية الحادة الناتجة عن اضطرابات التفكير أو المزاج أو الإدراك

2- اضطراب القدرات العقلية بشرط أن يكون اضطرابا شديدا يتسبب في خلل لأي وظيفتين من الوظائف التالية:

أ‌- حسن تقدير الأمور، السلوك الإنساني.

ب‌- القدرة على تمييز الواقع أو مواجهة متطلبات الحياة الاعتيادية