تعهدت الحكومة اللبنانية بالعمل على استعادة الأمن في منطقة شهدت تبادلا لإطلاق النار أسفر عن سقوط قتيلين وأثار المخاوف من تجدد الصراع في واحد من أكثر المسارح دموية في الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990، وقُتل مرافقان لوزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، أول من أمس، في تبادل لإطلاق النار في منطقة عالية، فيما وصف بأنه محاولة اغتيال، وقال مجلس الدفاع الأعلى الذي يضم رئيس البلاد وقادة ووزراء وقادة الأمن إنه اتخذ «قرارات حاسمة» لاستعادة الأمن في المنطقة وتقديم المتورطين إلى العدالة، وجاء في بيان لمجلس الدفاع الأعلى أنه تقرر «توقيف جميع المطلوبين وإحالتهم إلى القضاء على أن تتم التحقيقات بسرعة بإشراف القضاء المختص، وذلك وأدا للفتنة وحفاظا على هيبة الدولة وحقنا للدماء البريئة... وأبقى المجلس الأعلى للدفاع قراراته سرية وفقا للقانون». ولم يتم الإعلان عن قيام السلطات بأي اعتقالات حتى الآن فيما يتعلق بتلك الأحداث.

وبدأت الأحداث لدى احتجاج أنصار الزعيم الدرزي وليد جنبلاط على زيارة مزمعة للمنطقة من قبل وزير الخارجية جبران باسيل وهو مسيحي ماروني وخصم لجنبلاط. وألغى باسيل الزيارة في النهاية وقال، إنه يريد أن يتجنب وقوع أي مشكلات أمنية، والغريب سياسي درزي متحالف مع باسيل ومدعوم من الزعيم الدرزي طلال أرسلان خصم جنبلاط، ويشير العنف أيضا إلى صراع على السلطة الدرزية بين جنبلاط المناهض لسوريا ومنافسه التاريخي أرسلان المقرب من دمشق ومن جماعة تنظيم «حزب الله» الإرهابي. وقال الغريب، إن ما حدث «كان كمينا مسلحا ومحاولة اغتيال واضحة».