من منّا شاهد مقاطع مركبة، تحتوي على جرعة من الكوميديا السوداء، تطالب راتب شهر شوال بالوصول؟.. السؤال الآخر: من منّا كان يعاني معاناة من قام بتركيب هذه المقاطع؟.

ستكون النتيجة متقاربة نوعا ما.

السؤال الثالث: كم كانت المدة بين راتب شهر رمضان وراتب شهر شوال؟

تقريبا نفس المدة بين رواتب الأشهر الأخرى.. إذاً المشكلة ليست في تأخر راتب شهر شوال، بل في تعاملنا مع شهر شوال نفسه.

فتجد أن الناس وكأنهم في سبات شتوي، وكأنه تم تحديد هذا الشهر فقط لقضاء إفاقتهم السنوية، فتجد أنك تحضر في اليوم الواحد من ثلاثة إلى 5 زواجات وأكثر، وتجد أنك استقبلت وودعت من وإلى المطار، ثلاثة أرباع النسيج الاجتماعي المتواجد بالقرب منك.

وتجد أن أصحاب المحلات التجارية (حبكت في رؤوسهم)، أن يغطوا تكاليف العام كاملا في هذا الشهر بالتحديد، حتى بائع الطماطم، ينظر إليك باحتقار حينما تمد له مبلغ القيمة المعتادة لهذه الخضروات البلدية، فيقول لك هذا المبلغ لا يغطي حتى تكاليف التغليف، رغم أنه كان يغطيها في فترة قريبة لم تتجاوز عدة أشهر، فما بالك بمحلات المستلزمات الرجالية والنسائية وصوالين الحلاقة والعناية بالبشرة وغيرها، ممن يعلمون بأن صاحبنا وصاحبتنا (مطفرين) ووجوههم تعرضت لعوامل تعرية في هذا الشهر لم يتعرض لها قطار البضائع بين رطوبة الشرقية وحرارة الرياض.

ببساطة مشكلة راتب شهر شوال، يشترك فيها الجميع، بما فيهم الجهات المسؤولة عن صرف رواتب الموظفين.

فالجهات الحكومية وشبه الحكومية ونظيراتها من القطاع الخاص كعادتها السنوية، تقوم بتعجيل صرف راتب شهر رمضان، وهذا دليل على أن لديهم إنسانية، وأن هذا الموضوع ممكن وليس محرم شرعيا ولا دوليا، وأنه من الأفضل أن يتعب عدة موظفين بدلا من أن يتعب أغلبية الشعب.

فلماذا لم يتم تقديم راتب شهر شوال الذي تتطاحن فيه الأيدي على أجهزة الصراف الآلي، وتقديمه بيومين أو ثلاثة بطريقة لا تضر براتب شهر ذي القعدة، والذي هو أقل وطأة على ظهور الذين يريدون أن يعودوا لسباتهم السنوي (وليس الشتوي) في أقرب فرصة ممكنة، والذين يتباشرون بينهم (أبشركم انتهي شوال).

نظرة للسماء: ليس العيب أن تخطئ، ولكن العيب أن ترى خطأك يتكرر وأنت تقف كالمتفرج.