تصاعدت مؤخرا الصراعات بين قياديين في ميليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن، وتقدمت خلال الأسبوعين الماضيين قيادات حوثية باستقالاتها، فيما هرب البعض من مواقعهم دون تقديم أي استقالات، كما شهدت الفترة الأخيرة تناميا كبيرا في تقديم الاستقالات من قيادات كبيرة ومحافظين ومسؤولين فيما يسمى "حكومة الإنقاذ في صنعاء"، الأمر الذي جعل القيادة الحوثية توجه برفض أي استقالات مهما كانت الأسباب.

نهب المساعدات

قدم أمين عام المجلس المحلي في العاصمة صنعاء أمين محمد جمعان استقالته دون تبريرها، إلا أن مصدرا مقربا منه كشف لـ"الوطن" أنه استقال احتجاجا على استلام قيادي آخر كميات كبيرة من مواد الإغاثة وإيداعها في منزله دون توزيعها على المستحقين، ورغم كل محاولاته لثنيه إلا أن القيادي هدده بتصفية في حال لم يتراجع عن ذلك. بعد ذلك قدم استقالته وأغلق هاتفه وغادر منزله إلى جهة غير معلومة.

الاحتيال والفساد

بعد ذلك بأيام قدم نائب وزير الشباب والرياضة اليمني حسين زيد بن يحيى استقالته واصفا وزير الشباب والرياضة حسن بن زيد باللص والناهب لكل واردات الوزارة وتعيين كافة أقاربه في مناصب قيادية وطرد أبناء الشعب الآخرين، إضافة إلى تسجيل فواتير بمبالغ مالية كبيرة جدا له ولضيوفه على حساب أحد المطاعم في صنعاء وتحويلها على حساب وزارة الرياضة والشباب.

كما أعلن محافظ ذمار محمد حسين المقدشي مؤخرا استقالته وانشقاقه عن الحوثيين بشكل علني، متهما إياهم بالميليشيات الفاسدة واللصوص وأصحاب المصالح الخاصة. وكشف مصدر محلي أن هناك انشقاقات لمسؤولين محليين تتحفظ الميليشيات الحوثية عليهم.

الحوثيون عصابة خارجة عن القانون

كشف عبدالناصر العوذلي أول قيادي منشق عن صفوف الحوثيين لـ"الوطن" أن استقالة المقدشي تعري الجماعة الحوثية الانقلابية وتؤكد أنهم عصابات لا تحمل أي مشروع وطني، وأنهم جماعة تضم لفيفا من قطاع الطرق واللصوص والخارجين عن القانون، ولذلك تظهر استقالات كثيرة خلال هذه الفترة وحالات انشقاقات كبيرة لبعض القيادات الحوثية هروبا من الوضع القائم، وذلك بعد انكشاف حقيقتهم.

وأضاف العوذلي أن هذه العصابة لا يمكن أن يتعايش معها المجتمع اليمني ولن يقبل بذلك خصوصا في ظل تنامي السرقات والمجاعة والإجرام والإهانة لأبناء الشعب والانفراد بالسلطة، وعدم تقديم أي خدمات إلا ما يخدم القيادات الحوثية وأسرهم فقط. وقال: "هناك قيادات في الصفوف الأولى للحوثيين تحاول الانشقاق والهروب بعد أن وجدت أن العصابات العليا هي صاحبة القرار والنفوذ، وأن لا مكان لغير تلك القيادات".

مخاوف الحوثيين

أكد مصدر في محافظة صنعاء أن الحوثيين يعيشون حالة من القلق من كثرة الاستقالات والانشقاقات في صفوف الجماعة الإرهابية. وأضاف أن العصابة الحوثية واجهت ذلك بممارسة حملات اختطاف واسعة، طالت الكثير من السكان في صعدة وخاصة في محافظة رازح، والعمل بنظام الرهائن الذي كان نظام حكم الأئمة في شمال البلاد، وكانوا يعتمدون عليه لضمان عدم تمرد القبائل عليهم، لذا تعمدت الميليشيات خطف شخص من كل الأسر ليصبح رهينة يساومون عليها.

الأمر لم يتوقف عند ذلك، بل إن الصراعات بين القيادات الحوثية منذ سيطرتها على صنعاء كانت محصورة على تقلد المناصب، وامتدت الآن لتصل إلى جني الأموال والتنافس في السرقة، وهو الأمر الذي اتضح من خلال جني الأرباح وخلق الأسواق السوداء ونهب المساعدات وتوزيعها على المقربين وبيعها على آخرين، وهذا الصراع ضرب من جديد صفوف ميليشيات الحوثي الإرهابية، في مرحلة تبشر بانهيار معسكر الشر الذي اختطف اليمن منذ ما يزيد على أربعة أعوام.

وخوفا من الاستقالات والانشقاقات، تمت حملات اعتقالات ومحاصرة ورقابة مشددة على القيادات الحوثية من المحافظين والمشرفين ومسؤولي الأمن وغيرهم خشية هروبهم، مع إصدار قرارات تمنع قبول أي استقالة خلال المرحلة الحالية.

أسباب استقالات وانشقاق القيادات الحوثية

- الفساد وسرقة المال العام

- نهب المساعدات وتوزيعها على المقربين وبيعها

- الضغوط بسبب المجاعة التي خلقها الحوثيون

- نقص الخدمات الصحية

- عدم توفر مشتقات نفطية

- حصر الخدمات لمصلحة الحوثيين فقط