غادر ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان اليابان أمس، بعد رحلة دولية استمرت 7 أيام، بدأها بزيارة جمهورية كوريا الجنوبية ومن ثم اليابان، للمشاركة في قمة العشرين، حيث حملت الزيارات أهدافها تتلخص في تعزيز التحالفات الدولية مع قادة العالم في G20، بالإضافة إلى شراكة سعودية - كورية في عدد من المجالات المستقبلية، التي ستسهم في تطور العلاقات بين البلدين، وتحقيق رؤية 2030، التي كانت علامة بارزة في التصريحات الرسمية لعدد من البلدان، التي التقت بها المملكة سواء في اللقاءات الدولية أو اللقاءات مع زعماء بعض البلدان المشاركين في G20.

تطور الصناعات

حملت زيارة ولي العهد إلى كوريا الكثير من الملفات الهامة، جاء في مدقمتها تطوير الصناعات والاستثمار في مجال النفط، حيث دشن توسعة مصفاة النفط «إس-أويل» بقيمة 6 مليارات دولار، وهي ثالث أكبر مصافي نفط كوريا، والتي تملك شركة «أرامكو» السعودية 60 % منها، وتتضمن المرحلة الثانية من توسعة المصفاة تحويل الزيت الخام مباشرة إلى مواد كيميائية.

ووقعت «إس-أويل» الكورية تفاهما مع أرامكو السعودية بشأن المشورة الفنية لمصنع بتروكيماويات تسعى إس-أويل، لتشييده في كوريا الجنوبية.

ووقعت «أرامكو» 12 اتفاقية مع عدد من كبرى الشركات الكورية الجنوبية، لتعزيز علاقتها مع سيئول وتوسيع رقعة أعمالها الدولية والتأكيد على التزامها بتأمين إمدادات الطاقة في آسيا، وهذه الاتفاقيات هي جزء من استراتيجية «أرامكو» طويلة الأمد لتنمية وتنوع قطاع التكرير والمعالجة والتسويق، وتم توقيعها مع الشركات والمؤسسات الكورية الجنوبية منها شركة «هيونداي» للصناعات الثقيلة، وشركة «هيونداي أويل»، وشركة «كوريا ناشونال أويل كوربوريشن»، ومجموعة «هايوسونق»، وشركة «دايليم إندستريال».



أهمية الاستثمار


عنيت الزيارة إلى كوريا الجنوبية بجذب الاستثمارات لأنها من الدول الرائدة في المجال الصناعي والتقني، فإن الاستثمار السعودي الضخم في البنية التحتية يمثل فرصة سانحة للمستثمرين الكوريين، للاستثمار في قطاعات الهندسة والصناعة والأعمال الإصلاحية، كما أن كوريا الجنوبية تستطيع أن تفيد المملكة بخبراتها في بناء الصناعات المحلية وتطوير قطاع الصناعات الثقيلة. كما تتوفر في المملكة العديد من الفرص، التي تشكل حوافز وعناصر جذب للشركات الكورية للاستثمار، منها قطاعات جديدة كليا مثل قطاع الترفيه والسياحة، وأيضا تمثل البيئة الاستثمارية في المملكة بيئة مثالية ومواتية للشركات الكورية، نظرا لتقارب نظام التعليم والتدريب السعودي مع المستويات العالمية، وتوافر العمالة ورأس المال والقوانين وترحيب المملكة بالمستثمرين.



تحالفات دولية


شاركت المملكة في قمة العشرين التي أقيمت في مدينة أوساكا اليابانية، حيث التقى ولي العهد بعدد من قادة العالم على هامش القمة، وركزت هذه اللقاءات على تعزيز التحالفات الدولية والتعاون على كافة الأصعدة.

وركز ولي العهد خلال كلمته التي ألقاها في القمة على تعزيز التعاون والتنسيق الدوليين، في ضوء ما يواجه العالم اليوم من تحديات متداخلة ومعقدة، ومعالجة القضايا الضريبية للاقتصاد الرقمي وأهمية السعي والعمل معا، للوصول إلى توافق بشأنها في العام 2020.

وستتولى المملكة رئاسة مجموعة العشرين العام المقبل، حيث أكد ولي العهد على عزم المملكة مواصلة العمل لتحقيق التقدم المنشود على جدول أعمال المجموعة، والعمل أيضا مع كافة الدول الأعضاء خاصة أعضاء الترويكا دولتي اليابان وإيطاليا لمناقشة القضايا الملحة في القرن الـ21.

كما ركز الأمير محمد بن سلمان على عدد من القضايا والتقدم، الذي حققته المملكة خلال السنوات الماضية، مشيرا إلى أن تمكين المرأة والشباب محوران أساسيان لتحقيق النمو المستدام، وكذلك تشجيع رواد الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة لضمان الاستدامة.



أهمية المملكة عالميا


شهدت القمة العديد من القرارات على مستوى الاقتصاد العالمي، ولاسيما فيما يتعلق بأسواق النفط والاتفاق بين السعودية وروسيا على تمديد خفض الإنتاج، لما بعد يونيو الجاري، وتحدث ولي العهد عن عدة محاور بالقمة أبرزها تعزيز الثقة بالأنظمة التجارية والتغيير المناخي ومعالجة القضايا الضريبية للاقتصاد الرقمي، وكل هذه القرارات تؤكد أهمية المملكة كلاعب أساسي في مجموعة العشرين، بالإضافة إلى أن استضافتها للقمة العام المقبل سينعكس بشكل إيجابي على الكثير من الملفات.



إشادة واسعة


عقد ولي العهد أثناء القمة عددا من اللقاءات الهامة، التي اهتم بها الإعلام العالمي أبرزها لقاؤه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والإشادة التي تلقاها الأمير محمد بن سلمان حيال الإنجازات الكبيرة، التي تحققت في عهده، خصوصا الجهود في سبيل مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه.

كما شملت اللقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خلفية العديد من القضايا، التي يتعاون فيها البلدان، ولقاءات أيضا مع رئيس مصر عبدالفتاح السيسي، وكذلك رئيسي البرازيل جايير بولسونارو والأرجنتين ماوريسيو ماكري، وتباحث معهما حول سبل تطوير التعاون الاقتصادي والمجالات الأخرى.

واجتمع الأمير محمد بن سلمان، خلال القمة، مع رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي.

وناقشت المملكة كذلك زيادة حجم استثمارات المملكة في جنوب إفريقيا، خلال لقاء مع رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا.

وبحث ولي العهد السعودي، مع رئيس جمهورية إندونيسيا، جوكو ويدودو، تعزيز آفاق التعاون الاستثماري، وتعزيز وتنمية العلاقات بين البلدين وبخاصة في المجالات الاستثمارية.



ترحيب ياباني


بعد مشاركة ولي العهد والوفد المرافق له في قمة العشرين، استقبل إمبراطور اليابان ناروهيتو الأمير محمد بن سلمان في قصر أكاساكا في طوكيو، كما زار الأمير محمد متحف هيروشيما التذكاري للسلام.

وفي يوم الأحد الماضي التقى ولي العهد برئيس وزراء اليابان شينزو آبي، في مدينة أوساكا اليابانية، وعقد الطرفان اجتماعا، رحب في بدايته رئيس الوزراء الياباني بولي العهد، معربا عن شكره على مشاركته في أعمال قمة قادة دول مجموعة العشرين في أوساكا والمساهمة في إنجاحها.

وأشاد بما تشهده المملكة من تقدم وفق رؤية المملكة 2030، لافتا إلى حرص حكومة اليابان واستعدادها من خلال القطاعين العام والخاص لتقديم المزيد من الجهد والتعاون مع المملكة.

محطات ولي العهد في جولته الخارجية

كوريا الجنوبية


توقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات بقيمة 31.3 مليار ريال

تدشين توسعة مصفاة النفط «إس-أويل» بقيمة 6 مليارات دولار

افتتاح مكتب لتحقيق الرؤية في سول

لقاءات مع كبرى الشركات الكورية الجنوبية والتفاهم حول الفرص الاستثمارية

تنويع وتوسيع التعاون بين البلدين في مجال الصناعات الجديدة والمستقبلية

تعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية

قمة العشرين G20

تعزيز التعاون والتنسيق الدوليين

تعزيز الثقة بالأنظمة التجارية

التغيير المناخي

معالجة القضايا الضريبية للاقتصاد الرقمي

ستتولى المملكة رئاسة مجموعة العشرين العام المقبل

تمكين المرأة والشباب محوران أساسيان لتحقيق النمو المستدام

تشجيع رواد الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة لضمان الاستدامة

قضية النفط وتخفيض الامدادات لفترة تمتمد لـ9 أشهر

لقاءات هامة لتوسيع أفق التعاون بين المملكة وأبرز الدول في العالم

اليابان

اللقاء بالإمبراطور الياباني ورئيس الوزراء وعقد اجتماعات معهما

التزام ياباني واستعداد لتقديم المزيد من الجهد والتعاون مع المملكة

زيارة متحف هيروشيما التذكاري للسلام