جاءت زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى اليابان، كرحلةٍ تأكيديةٍ لرحلات سابقة قام بها خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد. لكن هذه المرَّة أراد فيها ولي العهد أن يحمل ملفات وقضايا الاقتصاد في الوطن العربي، وتحديدا في الخليج، وفي الأولوية -بلا شك- المملكة العربية السعودية، ليُعلن من «أوساكا» أن قمة العشرين المقبلة في السعودية ستكون فيها نتائج مهمة، خلال ما أبرزه من أهم القضايا المطروحة أمام المجتمعين من دول العشرين الكبار في العالم، لتبدأ ورش العمل في السعودية منذ لحظة إعلان بيان العشرين من أوساكا اليابانية، والتي قد تصل من 70 إلى 90 اجتماعا تحضيريا خلال الفترة المقبلة، تتنوع في معالجة أوراقها، وعناوين وبحوث القضايا الاقتصادية والاجتماعية العالمية، التي جاء في مقدمتها تجاوب المجموعة مع الأزمات المالية العالمية، والاتفاق على مضاعفة موارد صندوق النقد الدولي إلى ما يتجاوز 3 مرات، في خطوة مهمة لزيادة حجم الأموال المتاحة للإقراض، وتوفيرها للمصارف التنموية.

كما أن قمم العشرين تركز دوما على أهمية التعاون والتنسيق، لتحقيق أهداف المجموعة، ومنها لوائح النظم المالية والضرائب الدولية.

ندرك أن حضور ولي العهد المميّز خلال الزيارة -بما شهد به القاصي قبل الداني- كان لافتا في جدول أعماله واستقبالاته والموضوعات التي حملها أمام هذه القمة على مدى يومين، حتى أجمع قياديو القمة من الدول الأعضاء على أن ما تطرحه المملكة العربية السعودية سيكون محل عناية واهتمام في قمة 2020 المرتقبة بالسعودية، والتي أكدَّ فيها ترمب للعالم أنكم سترون دولة مختلفة، واهتماما غير معهود من السعودية.

ومع زيارة ولي العهد وحضوره القمة، كان على موعد مع تنوع المصدر في الزيارة والأهداف، في بدء زيارة رسمية علمية داخل معقل الصناعة العالمية، اليابان التي لا يتجاوز عمرها 85 عاما بعد هيروشيما ونجازاكي، إذ قامت قيام العملاق الذي لا يهدأ، والبلد الذي غزا بصناعته العالم.

اليابان التي حركتها دائمة لا تتوقف، جاء إليها ولي العهد لمتابعة المشروعات التي وُقّعت اتفاقياتها في زيارة خادم الحرمين الشريفين، في زياراته التي أطلق خلالها شراكة الرؤية بين المملكة العربية السعودية واليابان، وهو ما أفصح عنه رئيس الوزراء الياباني في أعقاب لقائه مع ولي العهد، وتحدث عنها المسؤولون اليابانيون خلال مرافقتهم ولي العهد، واجتماعاته معهم، وفي مقدمتها جامعة طوكيو العريقة بأبحاثها وعلومها، مما يدل على حرص ولي العهد على أن يقف على كل جديد في التقنية والبرمجيات، ويؤكد لكل مسؤول رافقه في الزيارة من رجالات الرؤية مثل نائب وزير الدفاع، ووزير الحرس الوطني، ووزير الخارجية، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء، الذين حضروا كل لقاءاته واجتماعاته، واستمعوا إليه وهو يؤكد للعالم أجمع في كلماته، أن المملكة ماضية في مشروع التنَّوع والشراكة مع الشرق والغرب، ويَبّثُ في نفوس رجالات الدولة أنه في الشرق ليصنع التنوع، ويعدد المصادر وهو منهج اختَطه منذ توليه ولاية العهد، بتوجيهات من الملك، ولذلك ربط ولي العهد منجزات الزيارة بقمة العشرين، ليقول مرة أخرى سنصنع مع العالم جيلا مختلفا، يتعامل مع رؤيتنا الطموحة التي لا يحّدُها سقف، وبهمة الرجال السعوديين وشباب الوطن الذين ابتُعِثوا إلى اليابان والصين وأميركا، وكل دول العالم، ليعودوا وينضموا إلى بُنَاة الرؤية التي يشرف عليها ولي العهد.

هذه خطوة رائدة سلكها الأمير محمد بن سلمان، لينوّع مصادر الشراكة غربا وشرقا، ويقدم أدلته على أن علاقاته مع العالم ترتبط بمصالح البلد في مختلف المجالات.

وفّقَ الله ولي العهد في رحلته التي كانت بحق مشاركة وزيارة ناجحة أجمع عليها العالم في كل مكان. وأعان الله ولي العهد، ووفّقه في خطوات التنمية والاقتصاد والرؤية الشاملة.