الحياة كلها عبارة عن سلسلة لا تنتهي من التجارب، والذي يحاول أن يجنّب أحداً تجاربها الفاشلة، إنما هو كمن يحبس طفلاً لكيلا يتعرض لأخطار الشارع.

إن لكل خبرة ولكل تجربة ثمنها، وما دمنا نعرف مسؤوليتنا عن أخطائنا فلنا حريتنا التامة في التجربة.

هناك دائما من يتضررون بأخطائنا ومن يحملون نفس أو مثل مسؤوليتنا عنها، من أجل هؤلاء، من أجل حمايتهم من أخطائنا، وجب ألا يكون الإنسان حرا في أن يفعل ما يشاء متى شاء.

هذا هو مبرر التدخل في حرياتنا من جانب الآخرين.

كانت النظرية فردية أو عائلية محدودة، ولكنها الآن أصبحت نظرية المجتمع كله، وفي بعض الاعتبارات تتطور النظرية لتشمل الإنسانية.

تذكري يا ابنتي الحبيبة أن حياة الناس مملوءة بالمخاوف من كل تجربة جديدة خصوصاً التي تكون أشكالها وصورها براقة، إنهم يعرفون خلال تجاربهم أن كل تجربة مريرة تلبس دائما ملابس مغرية.

هذا ليس محزنا، المحزن أن تتم عمليات الترسب لآمالنا في الآخرين، وآمالهم فينا بسرعة لا تصدق.

إن تكوين الحياة على هذه الطريقة تكوين يجعلها ممتعة ولذيذة، حياة كفاح وتجربة وتغلب على المصاعب ورؤية مباشرة لمتناقضاتها.

إن الكفاح لذيذ، ومواجهة التجارب المريرة القاسية تخلق للإنسان قوة وقيمة وتخرجه من ظل التفاهة، يجب أن يكون العلم والتفوق غاية من غاياتك.

كل عام وأنت بخير.

وقبلاتي لك أيتها الحبيبة.

والدك

* من كتاب «إلى ابنتي شيرين»

* 1980