عقدت المنظمة الأحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى جانب المشاركة في أنشطة الدورة الـ41 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، ندوة ألقت الضوء فيها على ممارسات سلطات النظام الإيراني وجرائمه وانتهاكاته الصارخة في مجال حقوق الإنسان وخاصة تلك التي تطال الشعوب غير الفارسية وفي مقدمتهم الأحوازيون, وخلص المشاركون إلى ضرورة إحاطة المقررة الخاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بكافة انتهاكات النظام الإيراني في الأحواز، والدفع باتجاه وضع ملف انتهاكات إيران في هذا المجال على رأس قائمة اهتمامات الدول والمؤسسات المعنية وفي مقدمتها مجلس حقوق الإنسان المنعقد في العاصمة السويسرية جنيف. وأشار الجانب الأحوازي المشارك في الندوة، إلى أن شعبهم يتعرضون لكافة أشكال الانتهاكات مثل الإعدام خارج إطار القانون والتعذيب الذي يفضي للموت والتمييز العنصري وسلب الثروات واستجرار المياه إلى المدن الفارسية وتدمير البيئة وغيرها من الجرائم والانتهاكات.

منظمات أحوازية فاعلة في مجال حقوق الإنسان شاركت في فعاليات الندوة إلى جانب عدد من النشطاء والناشطات العرب والأجانب من اليمن والعراق ومصر وألمانيا وبلجيكا وسويسرا وغيرها، وأكد رئيس المنظمة الأحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان حكيم الكعبي خلال الندوة على ضرورة تدخل المجتمع الدولي ومنظماته لإنقاذ المعتقلين الأحوازيين، مما يتعرضون له من انتهاكات وصلت حد الموت تحت التعذيب في سجون النظام الإيراني، مشيرا إلى مقتل المعتقل الأحوازي "بنيامين ناصر البوغبيش" تحت التعذيب بعد فترة وجيزة من اعتقاله، كما تطرق الكعبي لخطط النظام الإيراني للتغيير الديموغرافي عبر تهجير أهالي القرى الأحوازية وملاحقة نشطاء العمل المدني مثل المدرسين والباحثين وزجهم بالسجون وتلفيق التهم بحقهم لافتا كذلك إلى قضية الباحث المعتقل حسين فرج الله الذي كان ينشط في مجال التاريخ واعتقلته سلطات النظام بلا أية تهمة.

الكعبي عرض خلال الندوة فيلما مترجما للغة الإنكليزية تضمن جانبا من معاناة الأحوازيين جراء كارثة السيول التي ضربت الأحواز قبل أقل من شهرين مشيرا إلى دور النظام الإيراني في تفاقم الكارثة عبر فتح منافذ السدود نحو قرى وأحياء الأحوازيين الآهلة بالسكان وإغراقها بمن فيها حماية لمنشآت النظام، المركز الخليجي الأوروبي لحقوق الإنسان شارك في الندوة وساهم بتسليط الضوء على دور النظام الإيراني في إنشاء ودعم الميليشيات الطائفية وممارساتها وانتهاكاتها الصارخة لكافة القوانين والأعراف والمواثيق المتعلقة بحقوق الإنسان في عدة دول عربية مثل سوريا والعراق واليمن، ولفت المشاركون إلى عمليات التهجير الجماعي والتطهير العرقي التي نفذها النظام الإيراني عبر ميليشيات تتبع له مباشرة، خاصة في سوريا والعراق منوهين بخطورة وفداحة تلك الانتهاكات التي يقدر عدد ضحاياها بمئات الآلاف.

كما أكد المشاركون خطورة انتهاكات إيران وسلطاتها في الأحواز على مستقبل الأطفال وبينوا كيف أن النظام الإيراني يمارس جرائم تجويع ضد المجتمع الأحوازي وحرمان أهله من أي عوائد من ثرواته، الأمر الذي تسبب بانتشار الفقر والحرمان من التعليم وتفاقم ظواهر مثل عمالة الأطفال والتشريد في عموم المدن الأحوازية رغم أن الأحواز مصدر أكثر من 80% من مدخول إيران ككل.