لست في حاجة إلى أي عناء أو بذل أدنى جهد، كي أثبت إلى أي مدى بلغت جمعية مراكز الأحياء في تفوقها عن نظيراتها من الجمعيات الأخرى، بقدر حاجتي للإشارة إلى بعض الإنجازات التي حققتها فور أن سجلت أرقاما متقدمة ومستويات قياسية على أصعدة عدة. لن أكون مبالغا إنْ قلت إن جمعية مراكز الأحياء بمكة المكرمة، ومركز حي المسفلة على وجه الدقة، يقوم بأعمال باهرة، ويبذل جهودا جبارة في حقل الخدمات المقدمة للمجتمع المكّي برمّته، في مجالات مختلفة، تكاد تكون فريدة من نوعها، بخلاف الخدمات السائدة في أجواء الجمعيات التقليدية الأخرى، لا سيما في مجال بناء الإنسان على وجه الخصوص. لقد تَعدّت أدوار مراكز الأحياء دائرة الأعمال الخيرية المحصورة في النطاق المتعارف عليه، وتجاوزت تلك الإجراءات المقيدة والمألوفة عنها مجتمعيا. وحتى نكون أكثر اطلاعا وأوسع دراية بتلك الإنجازات، دعونا نلقي نظرة سريعة في محيط لغة الأرقام، لندرك عمق الدور الذي تسعى خلاله الجمعية للوصول إلى قيم عالية وأهداف سامية، تنهض بالفرد والمجتمع. أكثر من 5 ملايين ريال تمويل الأسر المنتجة، لتحقيق برامج تنموية مستدامة. أكثر من 10 آلاف مناسبة وفاعلية ثقافية وتوعوية بالأسرة، منها ما هو عام، ومنها ما هو خاص ومتعلق باللجنة النسائية. «1523094» هذا الرقم هو حصيلة المستفيدين من هذه المراكز حتى لحظة كتابة هذا المقال، وهو رقم قابل للزيادة على مدار الأيام المقبلة. 12 ألفا هو عدد الأفراد المتطوعين من الذكور والإناث، ممن وهبوا أنفسهم وجنّدوا خبراتهم في سبيل خدمة الآخرين، كأكثر الجمعيات استقطابا للمتطوعين. سأقف عند هذا الحدّ، وأكتفي بما ذكرت من أرقام. فلو تركت حبل هذه الأرقام على الغارب فإن القائمة ستطول، ولن أجد المساحة الكافية حتى أحصيها جميعا، لكن حسبنا من القلادة ما أحاط بالعنق. ختاما أقول، منذ أن بدأت هذه المراكز كفكرة من مؤسسها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز -رحمه الله- وإلى أن تبلورت حقيقة ملموسة نراها على أرض الواقع، والى عهدنا هذا، عهد النمو والازدهار، عهد أمير منطقة مكة المكرمة مستشار خادم الحرمين الشريفين، رئيس مجلس إدارتها الأمير خالد الفيصل، ونحن نلمس الاهتمام والتطور اللافت على مرّ السنين، في نواحٍ ومجالات عدة لا يمكن حصرها، وما تخصيصي بالذكر هنا مركزَ حي المسفلة المجاور للبيت العتيق تحديدا، إلا لقربي بإنجازاته الميدانية، وأنشطته الثقافية، وبرامجه التوعوية، وفعالياته الموسمية المتعلقة بضيوف الرحمن، ولحصوله على مراكز متقدمة في التصنيفات الخدمية والأعمال الخيرية، منها فوزه بالمركز الثاني في العمل التطوعي على مستوى المملكة.