على مدى سنوات مضت، رأينا واستبشرنا بحفريات قيل لنا إنها مشاريع للصرف الصحي بمنطقة جازان، في غالب محافظاتها وقراها. للأمانة، تحمّل المواطنون إقفال الطرق والأزقة أياما طويلة، ظنّا منهم وأملا في انتهاء مشكلة الصرف الصحي في المنطقة إلى الأبد، رغم كون هذه الخدمة هي أساسية، ومن البنى التحتية لأي مدينة في العالم، وتوجد -بفضل الله- في كل مدننا بالمملكة العربية السعودية. ولكن ما سأتطرق إليه، هو مصيبة أو كارثة تشرف عليها أو تناستها «وزارة البيئة والمياه والزراعة»، ممثلة في فرعها بمنطقة جازان، ولك عزيزي القارئ -مسؤولا كنت أو مواطنا أو مقيما- أن تحكم على ما سأقوله بنفسك، لكن دعني أكمل.. أحس فيه مسؤول ما أعجبه الكلام، رغم أني لم أبدأ.. بكيفك!. سأقتبس لكم نبذة عن الإدارة العامة للصرف الصحي «أعيد هيكلتها بالقرار الوزاري رقم (189/ 1/ 1428) بتاريخ 22/ 2/ 1428، كإحدى الإدارات الرئيسية في وكالة خدمات المياه، وتتولى مسؤولية الإشراف على خدمات الصرف الصحي، وتقديم الدعم التشغيلي والفني، وتحقيق الالتزام البيئي في قطاع الصرف الصحي بالمملكة العربية السعودية، وتسعى إلى توفير خدمات الصرف الصحي، والاستفادة من المياه المعالجة ضمن مبادرات برنامج التحول الوطني 2020، ورؤية المملكة في 2030». انتهى. كلام كبير يا وزارة البيئة. عمري الآن تجاوز الـ35 ولم أر قطّ في حياتي تصريفا لمياه الصرف الصحي في منطقة جازان، إلا عن طريق صهاريج «وايتات» الشفاطين البرتقالية إلى تاريخ كتابة المقال 21 شوال 1440. نعم، تذكرت، ماعدا فلل ومشاريع وزارة الإسكان في المنطقة التي عملت لها محطات مستقلة بأبنيتها لمعالجة مياه الصرف الصحي وزارة الإسكان، هذه الوزارة الحديثة المنشأ قامت بحل مشكلة ومعضلة في مشاريعها في فترة قصيرة جدا، رغم كون هذه المشكلة لها عقود من الزمن في مدن المنطقة، «استفيدوا يا وزارة البيئة من وزارة الإسكان مو عيب تسأل زميلك اللي أشطر منك!». أنتِ يا وزارة البيئة تتحدثين عن مواكبتكم رؤية 2030، ومشاريعكم، وخطط كبيرة، ونحن على مشارف 2020، والتحول الوطني، وما زلنا نشاهد الصهاريج البرتقالية التي تسوء الناظرين، وتشوّه المنظر العام، إدارة عامة للصرف الصحي، ولم تستطع أن تقوم بعملها. سؤال حيرني وما زال، ويدور في أذهان كثيرين من سكان المنطقة: لماذا قامت الوزارة الموقرة بعمل مشاريع وحفريات للصرف الصحي؟، وبعد دفن هذه الحفر، تم دفن الخدمة معها، ولم نر تشغيلا فعليّا لهذه المشاريع إلى الآن!. النقد هنا بهدف الالتفات إلى هذه المشكلة التي لا تخفى على أحد في منطقة جازان، إذا كانت وزارة البيئة والمياه والزراعة جادة، وهي كذلك بإذن الله جادة في مواكبة تحقيق رؤية 2030، فأمامها تحديات كبيرة يجب أن تواجهها وتتعامل معها بعقلانية ومهنية، نحن نتكلم عن بنية تحتية لم تكتمل بعد، وما زال الناس في المنطقة يسألون هذا السؤال باستمرار: معك رقم شفاط؟!