من أين تأتي الرياح؟ لماذا لا يحترق الماء؟ ما حجم العالم؟. هذه الأسئلة وغيرها يمكن أن يطرحها أي طفل. علماء الطفولة يقولون ما مفاده: إن كثرة أسئلة الطفل دليل على حيويته ونشاطه، وتعبيرٌ عن قوة الملاحظة والانتباه. والدراسات التي أجريت على الدماغ تؤكد أن دماغ الإنسان يميل دائما للبحث عن معنى الأشياء، ليعلم فائدتها وكيفية استخدامها، وما أسئلة الأطفال إلا تطبيق عملي لهذا المبدأ. لذك فمن الواجب على التربويين وأولياء الأمور أن يستمعوا إلى أسئلة الأطفال، وألّا يسخروا منها. أيضا، يجب إعطاء الطفل المعلومات بالقدر الذي يناسب فهمه وإدراكه، ويلبّي حاجته للمعرفة والاستكشاف. فتقديم المعلومة يزيد من فهم الطفل ويرفع مستوى إدراكه. تجاهل أسئلة الأطفال تنتج عنه مشكلات واضطرابات في نمو الطفل المعرفي وسلوكه الاجتماعي، وذلك يتمثل في شعوره بتأنيب الضمير وعدم أهميته، وأهمية تساؤلاته. بالتالي، يقل تقديره لذاته، ويتوقف عن طرح الأسئلة. ليس هذا فحسب، فالطفل نفسه يبدأ بتجاهل أسئلة الآخرين، أو لا يهتم بحديثهم، وربما يواصل بحثه عن مصادر أخرى للحصول على معلومة، مما يعرضه لمعلومات مشوهة، وأخطار مختلفة، خصوصا عندما يتعلق السؤال بالنواحي الدينية أو الجنسية. إن تجاهل أسئلة الأطفال، أو نهيهم عنها، أو الاستخفاف بها، يتسبب في بناء علاقات منغلقة مع الوالدين والمعلمين، إذ يشعر الطفل أن التواصل غير مرحّب به، أو أنه سيجعلهم عرضة للسخرية أو الرفض، وبالتالي فإن هذا الإهمال يؤدي إلى كبت المخاوف والشعور بالقلق. فالأسئلة التي يطرحها الأطفال تعبّر عن مخاوفهم أو عدم إحساسهم بالأمان والاستقرار.