تحتوي غالبية الأسر على 98 % من الأطفال الذين يمتلكون هواتف ذكية ، إذ أن الأطفال الصغار في عمر حوالي 5 سنوات يقضون أكثر من ساعتين على الهواتف الذكية لكل يوم في المتوسط، وهؤلاء في سن ما قبل المراهقة يقضون حوالي 6 ساعات، والمراهقون يستخدمون أجهزتهم لمدة 9 ساعات يوميا، وفقا لـCommon Sense Media.

علاقة معقدة متعددة

العلاقة بين المراهقين والأجهزة والصحة النفسية علاقة معقدة ومتعددة الاتجاهات، فقد كشف باحثون من جامعة أكسفورد أن العلاقة السلبية بين صحة المراهقين النفسية واستخدام التكنولوجيا علاقة حقيقية ولكن صغيرة، كما أكدت الباحثة الرئيسية في الدراسة، ودراستين أخرتين ذات علاقة آيمي أوربين «أن بإمكان استخدام المراهق للتكنولوجيا أن يتنبأ بأقل من 1% من الاختلاف في الصحة النفسية، إنها صغيرة جدا لدرجة أنه تم تجاوزها بعامل إذا كان المراهق يرتدي النظارات في المدرسة أم لا»، ولكن بإمكان الأجهزة أن تزيد من سوء بعض المشاكل الموجودة بالفعل، الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة أو صعوبات الصحة النفسية كذلك أكثر ترجيحا على أن يُعانوا من مشاكل مع الأجهزة.

العلاقة بين الصحة والأجهزة

هنالك جانب آخر لهذه المسألة، بعض الأطفال والمراهقين الذين يعانون من مشاكل في الصحة النفسية أو العاطفية قد يجدون أن الانعزال ولعب لعبة معينة يساعدهم على تنظيم عواطفهم ومشاعرهم، وتجنب الانهيارات، ويستطيع الأطفال استخدام الهواتف الذكية من أجل التواصل مع الآخرين، وبالتالي يشعرون بشكل أفضل أيضا.

في دراسة على المراهقين والبالغين الشباب أجرتها باحثة قديمة في مجال آثار الإعلام فيكي رايدوت، والتي أكدت أنه لم تكتشف علاقة كبيرة بين الصحة النفسية، التي وصفها الشباب ذاتيا ومقدار استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، الشباب في الدراسة الذين كانوا مكتئبين لم يستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متكرر أكثر، ولكنهم استخدموها بشكل مختلف، في بعض الأحيان كي يشعروا بشعور أفضل، «أحد الأمور التي يقوم بها المراهقون على الإنترنت هي البحث عن معلومات وأدوات تساعد على تحسين النفسية»، كما قالت رايدوت.

التوجيه لا المراقبة

يتم تحقيق الاتزان بتجربة التوجيه، وليس المراقبة، على عكس المراقبة، فإن التوجيه يعني فهم الإعلام الذي يستخدمه الطفل، المراقبة هو معرفة الاختلاف بين ماين كرافت وفورتنايت، أم التوجيه فهو معرفة التأثيرات العاطفية للعب في النمط التنافسي، مقارنة بالنمط التعاوني، إنه فهم أن ما يقوم به أطفالك هو جزء من هويتهم، سواء كان ذلك عبر أنواع الناس الذين يتابعونهم على تويتر أو أنواع الأشياء التي يشاركونها.

اهتمامات الطفل الإعلامية

بالنسبة لبعض الأطفال، تعتبر ماين كرافت مساحة يلعب فيها مع أطفال آخرين، ويقول البعض أنهم يتمنون لو أن آباءهم وأمهاتهم يفهمون أكثر عن استخدامهم للأجهزة، لماذا الأمر ممتع بالنسبة لهم، ولماذا يقومون به، مع تقدم الأطفال في سن أكثر، يصبح وجود عالمهم الخاص أكثر وضوحا، والمسافة التي يشعرون بها بينهم وبين من هم أكبر سنا عنهم هو جزء طبيعي من النمو.

صنع التغيير الأسري

العمل معا كأسرة من أجل صنع التغيير، فقد قامت إحدى الأمهات بعمل تجربة مع أطفالها ونصحت بالتالي:

- امنع استخدام الأجهزة وقت تناول الوجبات

- صادر أجهزة الصغار في السن في الليل

- افرض المزيد من المهام المنزلية، مثل تنظيم الألعاب وغسل الملابس والأطباق، وإرسال الأطفال إلى البقالة لتوفير بعض متطلبات المنزل. تساعد هذه الأمور في زراعة الثقة كي يتم إنجاز المهام كأسرة وأن يكون لكل فرد قيمة.

- اقترح اهتمامات جديدة، مثل تقليل استخدام الأجهزة واستبدالها بالقيام بشيء آخر

- جرب بعض الأنشطة الأسرية الخالية من الأجهزة مثل الألعاب الحركية أو الرحلات إلى المنتجعات المائية أو المشي بعد وجبة العشاء من أجل شراء المثلجات، والتي أكدت أنها تغييرات بسيطة لكنها تنتج فروقا كبيرة.

ما بعد التجربة

بعد أسبوعين من تطبيق الأم لهذه المقترحات، قال الوالدين بأنهم جلسوا مع أطفالهم الثلاثة ومعهم رشوة، مثلجاتهم المفضلة من بن اند جيريز، كي يتكلموا معهم عن إحداث التغييرات بخصوص قوانين قضاء الوقت على الأجهزة، قدّم الأب نصيحة لهؤلاء الذين يريدون أن يساعدوا أطفالهم على تقليل الوقت، الذين يقضونه على الأجهزة، «إذا كان لديك أطفال مهتمين بالألعاب الخيالية، لربما سيحبون الكتب الخيالية، أو إذا كانوا مهتمين بالرياضة أو الحيوانات، ربما سيحبون كتب الخيال العلمي».

لاحظ الأب والأم تحسنا ملحوظا على أبنائهم.