أعلنت إيران أمس، أنها ستباشر تخصيب اليورانيوم بنسبة محظورة بموجب الاتفاق حول برنامجها النووي، مهددة بالتخلي عن تعهدات أخرى خلال ستين يوما.

وأعلن المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي للصحفيين أن إيران ستستأنف تخصيب اليورانيوم بمستوى أعلى من 3,67%، ريثما تتم تسوية بعض التفاصيل التقنية.

ولم يكشف كمالوندي عن رقم محدد لدرجة نقاء اليورانيوم 235، التي تعتزم إيران تحقيقها من خلال عمليات التخصيب، مكتفيا بالقول إنه تلقى الأمر بالتخصيب، بالقدر الذي تحتمه حاجات البلاد.



قلق كبير

طالبت الحكومة البريطانية إيران بالوقف الفوري لأي نشاط يتنافى والتزاماتها، في إطار الاتفاق حول برنامجها النووي، وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية، في بيان، أنّ إيران خالفت بنود الاتفاق النووي، وفيما تبقى المملكة المتحدة ملتزمة الاتفاق بالكامل، ينبغي أن توقف إيران فورا، وتتراجع عن كل الأنشطة التي لا تتنافى والتزاماتها».

وأضافت ننسق مع الموقعين الأخرين للاتفاق في ما يتصل بالمراحل المقبلة، بحسب مضمون الاتفاق.

واتفاق فيينا وقع في يوليو 2015 بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى، التي تضم الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا.

وبموجب الاتفاق، تلتزم إيران عدم السعي إلى امتلاك السلاح النووي، والحد من أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات الدولية عنها.

وجاء قرار إيران التراجع عن عدد من التزاماتها في شكل تدريجي، ردا على قرار الولايات المتحدة الانسحاب الأحادي من الاتفاق في مايو 2018.

وأمس، أمهل نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي شركاء طهران في الاتفاق النووي 60 يوما للتوصل إلى حل يلبي مطالب بلاده، وإلا سنطلق المرحلة الثالثة من خطة خفض التعهدات، ولم يوضح عرقجي أي التزامات جديدة تعتزم بلاده التخلي عنها، مكتفيا بالقول إن ذلك سيكشف في الوقت المناسب.



خطوات مقبلة

حضّت برلين طهران على التزام سقف تخصيب اليورانيوم المحدد في الاتفاق النووي المبرم مع الدول الكبرى، وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الألمانية «نحض إيران بشدة على وقف كل الأنشطة، التي تتعارض مع التزاماتها والتراجع عنها، في إشارة إلى إنتاج كميات أكبر من اليورانيوم المنخفض التخصيب، فضلا عن أنشطة التخصيب التي تتخطى السقف المحدد في الاتفاق».

وأوضح المتحدث أن ألمانيا تتواصل مع بقية الأطراف المشاركين في الاتفاق، لبحث الخطوات المقبلة.

وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عقد اجتماع طارئ في 10 يوليو، بطلب من الولايات المتحدة لبحث انتهاك إيران لبنود الاتفاق.

ويرتقب رد الفعل الأميركي بقلق وسط التصعيد العسكري بين واشنطن وطهران في الخليج، وحذر ترمب على تويتر موجها كلامه للإيرانيين «يجدر توخي الحذر في إطلاق التهديدات، فقد تنقلب عليكم كما لم تنقلب على أحد من قبل».

وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للرئيس الإيراني حسن روحاني، في مكالمة هاتفية السبت، عن «قلقه الشديد من مخاطر إضعاف الاتفاق»، والعواقب التي ستترتب على ذلك.