«تصرف لي مضاد والا أدقّ على 937؟!»، «اكتب لي مغذية والا اشتكيتك؟!»

بل وفوق هذا، لأنه لم يحصل على إجازة مرضية «كي ينام» عن واجبه الوطني، فإنه يتواصل مع 937 قائلا: الطبيب امتنع عن علاجي! ليفجر في الخصومة!.

مشاهد سيئة أمطرتها على الممارس الصحي والأطباء، تلك الخدمة التي أطلقتها وزارة الصحة وأسمتها «كلّم الصحة 937»، وكان بودي أن يسموها «تبل على الصحة»، «تبل» كلمة عامية تعني اِفترِ واظلمْ وجُرْ وتعدّ، أو فلتُسمَّ بشكل أدق: «تبل على موظف الصحة».

المشكلة لا تنتهي عند هذا «الابتزاز الطبي» للممارس الصحي، بل يتلو هذا التعدي سيناريو موجزه أن تخاطب إدارة المتابعة الطبيب، ويتم التحقيق معه كتابيا، وتُضيّع من وقته ساعتين على الأقل، في الحال الذي فيه يكون المحقق والمحقق معه بل ووزارة الصحة يعلمون -بنسبة تفوق 80%- أن الطبيب بريء، ولكن وكما يقولون: «لازم نفتح تحقيق!».

بعيدا، ومن نقطة أرفع؛ فإنه -واسمع أيها الوزير- عندما يُربَط سلوك وقرار الطبيب أو الممرض أو الصيدلي بـ«مزاج» شخص عامّي، هنا تقع الكارثة، وتصبح الإنتاجية «زيرو»، لأن الممارس الصحي -خصوصا الأجنبي- مسكين، وجاء لكسب رزقه وإعالة أهله، وبصراحة «يخاف على وظيفته»، لأننا ما زلنا نعيش في تجمعات مكتبية تقول للمظلوم: «يا خي روح ما نبي شوشرة»، لأنه يخاف على كرسي «الحلاق»!.

وأي شوشرة أعظم من أن يصبح المريض هو الطبيب والصيدلي والممرض، والذي بمزاجه يحدد العلاج، وماذا يصرف له من حقن وعقارات، فأصبح رأي المريض هو سيد الموقف، فهو يفرضه بقوة 937، والطبيب المسكين لا يريد صداع إدارات المتابعة، التي صدّع بها المريض أيضا باتصالاته غير المبررة، وهذا حتما يؤثر بشكل سلبي في مسار التشخيص، وبيئة عمل الطبيب أيضا.

ختاما، وسَمِّها «الزبدة»، فإن نتيجة هذا المشهد السيئ هو طبيب يخاف من التحقيق، فيصرف ما «يشتهي» سعادة المريض، فيضره علاج لا يناسبه، ويكلف الدولة أموالا صُرفت بغير وجه صحيح. «قنّنوا» 937.

@noooooon_s