الجماهير الرياضية جزء مهم في القالب الرياضي لا يمكن أن يكون للتنافس مذاق دون مشاركة هذا الصعيد الذي يعطي وهجا يعزز من الاحتدام الذي يدور رحاه وسط الميدان، ويستمد وهجه من على جنبات المدرجات «كل يغني على ليلاه»، وبقدر الأهمية الكبرى التي تصب في خانة الانفعالات والمشاعر من عشاق الرياضة تبقى الكثير من عواطفهم محدودة المسافة فتصب أحيانا في خانة التعصب، وأحيانًا أخرى تذهب في اتجاه قد لا يحقق المصلحة العامة، لأن المشاعر تغلبت على الواقع وآراء أخرى قد تلامس الحقيقة، والأكيد أن مشاركة اللاعب ميدانياً من مهمة الطواقم الفنية التي تملك الدراية في هذا الشأن، لأن رؤيتها تطابق ما يتطلبه الواقع، ويتعين على إدارات الأندية عدم الانحناء للعواطف الجماهيرية، وتحديدا فيما يتعلق بالدائرة الفنية، والأمثلة كثيرة في هذا الشأن العلمي والعملي الذي لا يعرف دهاليزه إلا قلة على قدر القليل، وتحديدا من يفهم في فنون اللعبة وأبعادها.

لو استعرضنا أبرز الجوانب التي لاحت في هذا الشأن خلال الأيام القريبة، إصرار عشاق الهلال على بقاء اللاعب «عموري» ضمن العناصر الأجنبية، وبنوا آراءهم من منطلق نجوميته السابقة، ولم يلتفتوا للواقع الحالي وهل بمقدوره العودة إلى مستواه المعهود بعد الإصابة التي تكررت ذات مرة والأخيرة ربما تكون الأقسى.

الأكيد أن خسارة عنصر أجنبي في خانة يحتاجها الزعيم منذ زمن «صناعة اللعب» تعد مغامرة كبرى. وبعيدا عن المد والجزر الذي أحاط بعموري ثارت أصوات أخرى بعد اختيار الإدارة الهلالية المدرب الروماني رازفان ونعتوه بقليل الخبرة ولا يناسب طموح الفريق دون الاستناد إلى أرضية، وما يحدث في الهلال تجلى بالاتحاد بعد التعاقد مع العناصر الأجنبية الأخيرة التي اختارها المدرب سييرا وهكذا.

إجمالا لا يمكن القول بأن آراء الجماهير ليس لها أهمية فلها الاحترام ولكن يبقى الرأي الأسلم لمن يملك الدراية الفنية، لأن ذلك سيكون في صالح العطاء. وبعيدا عن عواطف جماهير الهلال والأندية الأخرى، لا أعلم ما تمخضت عنه عواطف ساسة النصر، وهل اتفقوا على اختيار الرئيس الجديد الذي طال انتظاره؟ وهل يحتاج إلى استثناء لتمكينه من الصعود على كرسي الرئاسة خلال السنوات الـ4 المقبلة؟. وقبل الوداع تخيلوا لو كان الهلال من يحظى بهذا التمديد ماذا ستكون ردة الفعل من الإعلام والجماهير المناوئة.