واصلت إيران منهجية «البلطجة» والتهديد بالتصعيد على كل الجبهات، متجاهلة تجاوزاتها وخرقها المبادئ الدولية، ومتذرعة بأن العقوبات التي تتعرض لها تقوّض الجهود الرامية لمكافحة التطرف والإرهاب، في تجاهل «وقح» لكونها الدولة الأولى في العالم في دعم الإرهاب والتطرف، واستخدام أذرعتها وخوضها حروباً بالوكالة لضرب الاستقرار والسلم والأمن الدوليين. وحذر الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، بريطانيا من «عواقب» قرارها احتجاز ناقلة النفط الإيرانية «جريس 1» في جبل طارق، وقال خلال جلسة لمجلس الوزراء «أذكر البريطانيين بأنهم هم الذين بادروا بالإخلال بالأمن (في البحار) وسوف يواجهون العواقب لاحقاً»، وأضاف «احتجاز ناقلة النفط الإيرانية كان تصرفاً جنونياً»، مؤكدا أنه «علينا أن نفعل ما بوسعنا لضمان أمن الطرقات البحرية على المستوى العالمي»، وتابع «احتجاز بريطانيا ناقلة النفط الإيرانية إجراء بالوكالة وتصرف سخيف وصبياني للغاية وخاطئ وسيعود بالضرر عليهم». وبحسب سلطات جبل طارق، تم اعتراض السفينة في المياه الإقليمية البريطانية، وذكرت حكومة جبل طارق أن حمولة السفينة كانت موجهة إلى سورية، في ما يعد «خرقاً» لعقوبات الاتحاد الأوروبي بحقها، وأكدت طهران أن السفينة محملة بنفط إيراني لكنها لم تكن متجهة إلى سورية.

تهديد

جاء تحذير الرئيس الإيراني بعد نحو 48 ساعة فقط من تأكيد وزير دفاعه أمير حاتمي، الاثنين، أن احتجاز «جريس 1» لن يمر «دون رد»، وبعد أيام من إعلان القائد السابق للحرس الثوري الإيراني محسن رضائي إن «إيران قد تحتجز ناقلة نفط بريطانية رداً على احتجاز ناقلتها».

ادعاء المظلومية

وجريا على نهجها في ادعاء المظلومية، ورمي التهم على الآخرين، أعلن سفير إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي أمام مجلس الأمن الدولي، أول من أمس، أنّ العقوبات الاقتصادية الأميركية على بلاده «تقوّض الجهود التي تبذلها لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة». ولم يكتف روانجي بادعائه المزعوم محاربة بلاده للإرهاب، بل ذهب بعيداً، وقال «يجب على المجتمع الدولي أن يساعد إيران».. وأكمل «بالطبع من دون شروط مسبقة أو تمييز أو تسييس»، وحذّر «العقوبات الأحادية الجانب لها عواقب ضارّة على جهودنا لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظّمة».

قلب الحقائق

وفي وقت أسهم التدخل الإيراني في شؤون دول الجوار في إثارة القلاقل وتدمير هذه الدول، فإن إيران تصف تدخلها المدمر في العراق وسورية على أنه مساعدة لهذين البلدين، حيث قال السفير الإيراني «نحن على دراية بالتهديد الخطير الذي تشكلّه الجماعات الإرهابية في منطقتنا»، مشدّداً على أنّه إذا كانت بلاده قد ساعدت كلاً من العراق وسورية على التصدي للجماعات الجهادية، فإنّ ذلك جرى «بناء على طلبهما في كفاحهما ضد أخطر الجماعات الإرهابية».

متناقضات إيرانية