ما بين قصف طائرات نظام الأسد، ومضايقات تركيا في إسطنبول، يشعر السوريون أنهم يعيشون جحيم الحرب والعداء، وتضيق عليهم الأرض بما رحبت، في وقت قصفت طائرات السد مستشفى موقعة 7 قتلى مدنيين بينهم 3 أطفال و20 مصابا، تعرض سوريون لهجمات في إسطنبول تزيد أوضاعهم سوءا وترديا، وتثير بينهم المخاوف.

وخرج مشفى مدينة جسر الشعور التابعة لمحافظة إدلب شمال غربي سورية من الخدمة بعد استهدافه بعدة صواريخ من طائرات حربية أمس، حيث ألحقت تلك الطائرات به دمارا كبيرا، أخرجه عن الخدمة بشكل كامل، فضلا عن تضرر مباني الإسعاف والعيادات بشكل كامل». وتسبب القصف في مقتل 7 أشخاص، وإصابة 20 آخرين في حصيلة أولية، إضافة إلى عدد من سيارات الإسعاف وسيارات الخدمة والسيارات المدنية، كما ألقت مروحية تابعة للنظام عدة براميل متفجرة على قرى في الجبل الوسطاني، ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى في قرية كنيسة نخلة، غرب مدينة جسر الشغور».

تصعيد

وتتعرّض منطقة إدلب ومناطق محاذية تعد آخر معاقل المعارضة السورية، وتأوي نحو 3 ملايين نسمة، لتصعيد عسكري لقوات النظام وحليفتها روسيا منذ أكثر من شهرين، يترافق مع معارك عنيفة تتركز في ريف حماة الشمالي، وأحصى المرصد السوري «مقتل 3 مدنيين بينهم طفل في قصف طال مستشفى جسر الشغور»، كما قتل «4 مدنيين آخرين بينهم طفلان في ضربات» استهدفت أحياء في محيط المستشفى.

إصابات

وقال مدير المشفى بسام الخطيب «تعرضنا لضربتين صاروخيتين، ما أدى لخروج المستشفى عن الخدمة بسبب إصابة المولدات كاملة»، مشيرا إلى أنه «المستشفى الوحيد الذي يخدم منطقة جسر الشغور والقرى المحيطة بها»، وأشار إلى أن تم نقل القتلى والجرحى إلى مستشفى آخر نتيجة عدم القدرة على تقديم الإسعافات لهم.

هجمات في إسطنبول

هاجم أتراك في إسطنبول محلات ومتاجر لسوريين، ورشقوها ورشقوا العاملين بها بالحجارة، وتثير أعمال الشغب هذه التي هزت كوتشوك شكمجة قبل 10 أيام، وكانت الأحدث في دائرة العنف ضد السوريين، مخاوف من تدهور أوضاعهم في مناخ متقلب يشهد جسارة في التعبير عن كره الأجانب، وخصوصا خلال حملة الانتخابات البلدية الأخيرة. وأفادت دراسة نشرتها جامعة قادر هاس في إسطنبول الأسبوع الماضي أن نسبة الأتراك المستائين من وجود السوريين ارتفعت من 54.5 % إلى 67.7 % في 2019.

وفي إسطنبول يتعايش الأتراك والسوريون في توازن هش في معظم الأحيان، وفي كوتشوك شكمجة بدأ كل شيء من شائعة نفتها السلطات، تفيد أن صبيا سوريا تلفظ بكلام مسيء مع فتاة تركية، وكانت نتائج هذه الحادثة واضحة للعيان: واجهات محلات تغطيها أشرطة لاصقة ولافتات متدلية من أطرافها.

اتهامات

يقول التركي عزت سيفيم، الذي لم يسلم متجره من التخريب لأنه يوظف سوريين «إذا وجدوا قطة نافقة في الشارع فستجد من يقول إن سوريا قتلها، يجب الكف عن كيل التهم لهم دون وجه حق»، لكن مع تراجع الوضع الاقتصادي وارتفاع التضخم والبطالة، يشار إلى السوريين باستمرار بإصبع الاتهام.

سياسيون مستاؤون

أجج مسؤولون سياسيون الوضع أيضا، فقد استاء رئيس بلدية اسطنبول الجديد أكرم إمام أوغلو من عدد اللافتات المكتوبة بالعربية في بعض الأحياء، وقال «هنا تركيا هنا اسطنبول»، وأطلق خطابا معاديا للسوريين خلال حملته الانتخابية.

550 مدنيا قتلوا منذ نهاية إبريل في إدلب

25 مرفقا طبيا تضررت

45 مدرسة تعرضت لأضرار

370 ألفا قتلوا في سورية منذ 2011