كان الأسبوع الماضي فرصة ثمينة أتيحت للإعلاميين والمثقفين والكُتاب، في مقدمتهم وزير الإعلام تركي الشبانة، وزملاؤه من رؤساء الهيئات الإعلامية، أن التقى الجميع برجل الإعلام الأول، صاحب الفكر النيّر، سيدي خادم الحرمين الشريفين، لتكون بذلك نسخة ثانية تتجدد مع أصحاب الفكر والرأي، من الإعلاميين ورؤساء تحرير الصحف والوسائل الإعلامية المختلفة، إذ يتجدد في عهده هذا اللقاء الإعلامي الكبير، ليجدد معهم السياسة الإعلامية، ويؤكد فيها رسالة المملكة التي ينبغي لكل إعلامي أن يحمل مشعلها، خاصة في زمن الفضائيات و«تويتر» والصحف الإلكترونية، وليقول للجميع: «دولتكم لها خصوصية عن الدنيا كلها، إذ شرّفها الله بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، ولذا فإن رسالتها الإعلامية تنطلق من مفاهيم روح هذه الدولة».

وتأتي هذه اللقاءات بسيدي خادم الحرمين الشريفين، امتدادا لحرصه على القطاعات الإعلامية، وإنجاح رسالتها، ومواصلة توجيهاته للعاملين في حقل الإعلام وأمناء الكلمة، لتكون الرسالة الإعلامية محددة الأهداف.

وأذكر أنه -خلال الاستقبال الأول للإعلاميين والمثقفين إبان تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم- كانت وما زالت كلماته لكل الإعلاميين واضحة، حددها بقوله: «النقد الذي يحقق هدفا سيكون محل الاهتمام، وعليكم بالموضوعية، وإبراز دور المملكة الرائد في كافة المجالات، وإبراز نقاء الكلمة والمصداقية فيها، وأن نحافظ على ثوابتنا الوطنية».

وهي -لا شك- في عقلية كل صحفي وإعلامي سعودي يفخر بهذه المنجزات وبالدور المحوري للمملكة العربية السعودية، التي تهتم بقضايا المسلمين في كل أنحاء العالم. وهنا، عندما يجدد خادم الحرمين الشريفين الرسالة، ويحرص على لقاء الإعلاميين بحضور وزير الإعلام، فإنها تعني تجديد الثقة بكم أيها الإعلاميون الأمناء على الكلمة، والمدافعون عن صوت المملكة، والمسمعون العالم الصوت الحقيقي، والمظهرون الصورة الناصعة للمجتمع السعودي.

ولقد أسهم الإعلام السعودي -بلا شك- في نقل هذه الصورة الناصعة، لكن يبقى دور الإعلام الخاص والإلكتروني، وحاملي السنابات والصحافة الإلكترونية، وغيرهم، حتى يؤدوا الدور بأمانة وإخلاص، ولا يعطوا فرصة للمتربصين بهذه البلاد وأهلها، من الحاقدين وناعقي الفضائيات، ومحاولاتهم النيل من منجزات الوطن، وضرب اللحمة الوطنية التي أجمع عليها المواطنون بالتفافهم حول قيادتهم.

ولهذا، يؤكد الملك في كل مجالسه الدور الذي يناط بكل مواطن، أن يكون حارسا على وطنه، ويحمل رجال الإعلام مسؤولياتهم أمام الله، ثم الوطن، في الوقوف إلى جانب الكلمة الصادقة، ونقل الحقائق للعالم.

لقد كانت جلسة إعلامية بحضرة الملك، استمع فيها الجميع إلى صوت الحكمة من رجل الثقافة والإعلام، المعروف بدقة متابعاته، وحرصه على أن يكون إعلامنا صوتا معبرا عن الحقائق، في ظل ثوابت العقيدة، ومسؤوليات المواطنة التي يجب علينا تحمّلها بشرف. فنحن أبناء عقيدة صافية، وقبلة يؤمها المسلمون من كل مكان، وهي الثقة التي منحها خادم الحرمين الشريفين في لقائه التاريخي مع الإعلاميين ورجال الصحافة والفكر، لكل واحد تشرّف بانتسابه إلى تلك المهنة في هذه البلاد الطاهرة.

شكرا لوزير الإعلام، أن قدّم الجميع أمام الملك، وبالتوفيق لإعلامنا وقيادتنا.