وجّه حزب المعارضة الرئيسي في تركيا ضربة قوية إلى الرئيس رجب طيب إردوغان عندما فاز برئاسة بلدية إسطنبول الشهر الفائت لكن يجب على رئيس البلدية الجديد مواجهة الكثير من التحديات في أجواء معادية لنجاحه على رأس المدينة الكبيرة. وفي ظلّ وجود إردوغان في منصبه حتى العام 2023 على الأقلّ، يدرك رئيس البلدية الجديد أكرم إمام أوغلو الذي ينتمي إلى حزب الشعب الجمهوري، أنه سيكون عليه التعايش معه. وبعيد انتصاره إثر إعادة إجراء الانتخابات في 23 يونيو، وعد إمام أوغلو بالعمل في تنسيق تام مع الرئاسة لمواجهة المشاكل الطارئة في المدينة التي تعدّ أكثر من 15 مليون نسمة، إلا أنه بقي غامضاً بشأن مشاريعه في الوقت الحالي، ووعد بالقضاء على النفقات الباهظة في البلدية وبدعوة مدققي الحسابات لاعتماد المعايير الدولية لضمان الشفافية، محذّراً من خطر الإفلاس في حال لم يحصل ذلك.

التحدي الرئيسي

والتحدي الرئيسي الذي ينبغي أن يواجهه إمام أوغلو، سيكون على الأرجح استمالة مجلس بلدي يهيمن عليه حزب العدالة والتنمية الحاكم وحليفه حزب الحركة القومية اللذين يسيطران على 25 من أصل 39 مقاطعة في المدينة، ويعتبر المحلل في مكتب «آي إتش إس ماركيت» إيغي ستشكين أن «الحكومة ستقوم بكل ما بوسعها لمنعه من العمل، لإظهار حزب العدالة والتنمية وكأنه الحزب الوحيد القادر على تقديم الخدمات الأساسية وأن كل البدائل بما فيها حزب الشعب الجمهوري، غير كفؤة»، ووصف مهمة إمام أوغلو بأنها شاقة، وفي مؤشر إلى اضطرابات محتملة قادمة، نشرت الحكومة بعيد الانتخابات وقبل تسلم إمام أوغلو مهامه تعميماً ينقل إلى المجلس البلدي صلاحية تعيين قادة المشاريع البلدية، وندد إمام أوغلو بهذا الإجراء معتبراً أنه مناورة سياسية تهدف إلى وضع حدّ لسلطته.

أول جلسة للمجلس

لكن أثناء أول جلسة عقدها المجلس البلدي برئاسة إمام أوغلو في الثامن من يوليو وتم بثّها مباشرة توخياً للشفافية، سعى أعضاء المجلس البلدي المنتمون إلى حزب العدالة والتنمية إلى إظهار نفسهم بطريقة جيدة، وأكد أحدهم وهو توفيق غوكسو، أن الحزب الرئاسي لا يعتزم اتخاذ موقف «سلبي» وأنه سيدعم كل المشاريع التي تفيد إسطنبول، غير أن حزب الشعب الجمهوري لا يزال مرتاباً.

أتوقع عقبات جديّة

ويقول متحدث باسم الحزب ضمن المجلس البلدي طارق باليالي لوكالة فرانس برس «هل أتوقع عقبات جديّة في بعض المجالات؟ نعم»، نظراً لسلطتهم ولسيطرتهم على أكثرية المجلس، لكنه يشير إلى أن الرأي العام سيميّز الأمور إذا حاول حزب العدالة والتنمية تقويض جهود رئيس البلدية الجديد وسيحمّل الحزب جزءاً من مسؤولية أي فشل، ويأمل الكثير من المعارضين أن يتمكن إمام أوغلو من استخدام إسطنبول كوسيلة للحصول على منصب وطني -على غرار ما فعل إردوغان عندما كان شاباً في التسعينات- لتحدي هذا الأخير في الانتخابات الرئاسية المرتقبة عام 2023.

مؤشر التحديات أمام أوغلو

أجواء معادية لنجاحه على رأس المدينة الكبيرة

القضاء على النفقات الباهظة في البلدية واعتماد معايير الشفافية

تنفيذ مطالب الحركة الاحتجاجية المناهضة للحكومة

استمالة مجلس بلدي يهيمن عليه حزب العدالة والتنمية الحاكم

محاولة إردوغان الحد من صلاحيات المجلس البلدي